يحتفل المسلمون حول العالم بحلول شهر رمضان المبارك، حيث يشهد الشهر الكريم أداء فريضة الصيام، وهى واحدة من أركان الإسلام الخمسة، لكن الصيام ليس طقسا إسلاميا خاصا، فقد عرفه البشر منذ بداية الخلق، وعرفته العديد من الحضارات والثقافات المختلفة، كما أنه فريضة لدى جميع الأديان الإبراهيمية، وعرفته أيضا بعض الأديان الشرقية القديمة، ومنها "الكونفوشية".
الديانة الكونفوشيوسية هى مجموعة من المعتقدات والمبادئ فى الفلسفة الصينية، طورت عن طريق تعاليم كونفوشيوس الفيلسوف الحكيم، الذى ظهر فى القرن السادس قبل الميلاد، داعيًا إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التى ورثها الصينيون عن أجدادهم، مضيفًا إليها فلسفته وآرائه فى الأخلاق والمعاملات والسلوك القوى.
حددت الكونفوشيوسة لأتباعها أنماط الحياة وسلم القِيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التى قامت عليها النظريات والمؤسسات السياسية فى الصين، وتتمحور فى مجملها حول الأخلاق والآداب، وطريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية، وانتشرت إلى كوريا، ثم إلى اليابان وفيتنام، وأصبحت ركيزة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا.
يقوم طقس الصوم فى الكونفوشيوسية على أساس "وجبة واحدة تكفي"، حيث يتبعون عبادة إله السماء، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد، والصيام يكون بتناول الطعام والشراب قبل مواعيد الصلاة فقط، بينما يكتفى الكهنة والرهبان بتناول وجبة واحدة فى عصر يومى ظهور الهلال ويوم اكتمال القمر.
وما يميز تلك الديانة عن الهندوسية، الصوم والزهد للخلاص والالحاد، وهي تعد مع ذلك جزءًا من الحضارة الهندية العريقة إذ لها تاريخ طويل من التقاليد الفلسفية، ولكنها ليست من الديانات (الفيدية) أي أنها لاتقبل سلطة الفيدا وهى مجموعة من الكتب الهندوسية المقدسة، ولاتقبل آلهتها ولا سلطة إلهها المطلق (براهمان)، لأنه كل شخص بحسب التعاليم الجاينية يستطيع أن يصل الى حالة الكمال المطلق بعد عدد من التناسخات الجيدة.