أنزل الله كتبه على الأنبياء فيها هدى ونور غير أن الكتب السماوية لا تقتصر على كتب الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية فهناك الزبور وصحف إبراهيم التى نزلت على خليل الله إبراهيم عليه السلام والتى ورد ذكرها في القرآن بهذا الاسم.
ونزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، على نبى الله إبراهيم بعد أن اتخذه الله خليلا وأمره فيها أن يبلغ دعوة دين الله للناس فانتقل من العراق إلى الشام ثم إلى مصر والحجاز، وهو الذي سمى أمة محمد بن عبد الله بالمسلمين، ولم يؤمن له من قومه غير ابن أخيه لوط.
قال تعالى: إِنَّ هَذَا لَفِى الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى "سورة الأعلى"، وقد أخبرنا الله جل جلاله فى كتابه الكريم، عن بعض ما كان فى صحف إبراهيم عليه السلام: قال تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِى وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)، إلى آخر الآيات من سورة النجم، ومثلها الآيات المعروفة فى سورة الأعلى، وقد سبق ذكر آخرها.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تاريخ نزولها كما جاء عن واثلة بن الأسقع أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال : "أنزلت صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وأنزلت التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ"، رواه أحمد في "المسند"، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة".
يقول ابن جرير الطبري عن صحف إبراهيم وموسى: "وأما الصحف: فإنها جمع صحيفة، وإنما عُنِي بها: كتب إبراهيم وموسى".