منازل السائرين كتاب للإمام أبو إسماعيل الهروى فى التصوف، يتوجه من خلاله إلى الراغبين فى الوقوف على منازل السائرين إلى الحق جل جلاله، مذكرًا بما شرحه أبو بكر الكتانى فى أن بين العبد وربه ألف مقام من نور وظلمة وأن جميع هذه المقامات المائة قسمها فى كتابه على عشرة أقسام وهى: قسم البدايات، قسم الأخلاق، قسم الأحوال، قسم الأبواب، قسم الأصول، قسم الولايات، قسم النهايات، قسم المعاملات، قسم الأودية، ثم قسم الحقائق.
قسم الأبواب – باب الحزن
قال الله تعالى: «تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدمع حَزَناً». الحزن: توجع لفائت أو تأسف على ممتنع، وله درجات.
الدرجة الأولى: حزن العامة، وهو حزن على التفريط فى الخدمة، وعلى التفرط فى الجفاء، وعلى ضياع الأيام.
الدرجة الثانية: حزن أهل الإرادة، وهو حزن على تعلق القلب بالتفرقة، وعلى اشتغال النفس عن الشهود، وعلى التسلى عن الحزن، وليست الخاصة من مقام الحزن فى شيء.
الدرجة الثالثة: التحزن للمعارضات دون الخواطر ومعارضة المقصود، والاعتراضات على الأحكام.
قسم الأبواب – باب الخوف
قال الله تعالى: «يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ». الخوف هو الانخلاع عن طمأنينة الأمن بمطالعة الخبر، وهو على ثلاث درجات.
الدرجة الأولى: الخوف من العقوبة، وهو الخوف الذى يصح به الإيمان، وهو خوف العامة، وهو يتولد من تصديق الوعيد وذكر الجناية ومراقبة العاقبة.
الدرجة الثانية: خوف المكر فى حال جريان الأنفاس المستغرقة فى اليقظة المشوبة بالحلاوة.
الدرجة الثالثة: وليس فى مقام أهل الخصوص وحشة الخوف إلا هيبة الجلال، وهى أقصى درجة يشار إليها فى غاية الخوف، وهى هيبة تعارض المكاشف أوقات المناجاة، وتصون المشاهد أحيان المسامرة، وتقصم المعاين بصدمة العزة.