من الكتب المميزة التى أصدرتها سلسلة عالم المعرفة التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى الكويت كتاب (مكافحة الفساد عبر التاريخ.. من العصور القديمة إلى العصر الحديث) تأليف كل من رونالد كروزى وأندريه فيتوريا، وجى. جليتر، ترجمة إيهاب عبد الرحيم علي، وقد صدر الكتاب فى جزأين.
والكتاب بجزأيه هو أول دراسة مقارنة كبرى لكيفية تعريف المجتمعات والسلطات فى التاريخ الأوروبي وخارجه للسلطة الشرعية من حيث مكافحة الفساد وتصميم آليات محددة لتنفيذ جدول الأعمال هذا.
وينظر إلى الفساد اليوم من نطاق واسع باعتباره أحد أكثر المشكلات التى نواجهها إلحاحا كمجتمع عالمى، حيث يقوض الثقة بالمؤسسات الحكومية والمالية والكفاءة الاقتصادية ومبدأ المساواة أمام القانون ورفاهية البشر بوجه عام.
ويقول الكتاب إنه فى العقود الأولى التى تلت الحرب العالمية الثانية ميزت دراسات العصرنة بين المجتمعات الغربية الحديثة المفترض خلوها من الفساد والمجتمعات التقليدية الفاسدة نسبيا تلك الموجودة فى العالم غبير الغربي.
وتعود أصول كلمة فساد corruption إلى اللغة اللاتينية الكلاسيكية وكانت مرادفا لإساءة استخدام السلطة والانحراف السياسى وفقدان النزاهة، وعلى الرغم من استخدامها فى كثير من الأحيان بهذا المعنى فى فترات لاحقة أيضا فقد استخدمت على مر الزمن لوصف مجموعة كبيرة ومتنوعة من الممارسات من سوء السلوك الجنسى إلى المحسوبية إلى الإثراء الخاص إلى شيء بسيط مثل خطأ فى نص أو ترجمة.
وتناول الجزء الأول من الكتاب موضوعات منها فى المقدمة ناقش الفساد ومكافحته عبر التاريخ، بينما جاء الباب الأول تحت عنوان العصور القديمة، وفيه تناول الفساد ومكافحته فى أثينا الديمقراطية، والفكر والممارسات السياسية فى الجمهورية الرومانية المتأخرة، والقانون والعنف والمهن الإلزامية فى العصور القديمة المتأخرة.
وفى الباب الثانى الذى جاء بعنوان العصور الوسطى ناقش أرض دجلة والفرات فى مرحلة انتقالية ما بين القرنين 9 و11، سياسة العصور الوسطى المتأخرة ةمشكلة الفساد فى فرنسا وإنجلترا والبرتغال، إضافة إلى معالجة الفساد فى إنجلترا فى أواخر العصور الوسطى (1250- 1550)، ومحاربة الفساد فى الدولة المدنية الإيطالية.
أما الباب الثالث الذى جاء بعنوان الحداثة المبكرة فناقش الفساد فى إنجلترا فى القرن الـ 16 وأوائل القرن الـ 17، والفساد ومكافحته فى إسبانيا الحديثة المبكرة، والفساد ومكافحته فى فرنسا ما بين سبعينيات القرن الـ 17 وثمانينيات القرن الـ 18.
أما الجزء الثانى من الكتاب فضم الباب الرابع الذى جاء تحت عنوان "من عصر الحداثة المبكرة إلى الأزمنة الحديثة) وناقش الفساد ومكافحته فى عصر الحداثة وما بعده، ومكافحة الفساد فى بريطانيا خلال القرنين الـ 17 والـ 18، وبناء الدولة وإرساء سيادة القانون ومكافحة الفساد فى الدنمارك (1660 – 1900)، ومنظور طويل الأجل على التاريخ الهولندى، والفساد ومكافحته فى الإمارات الرومانية ما بين القرنين الـ 17- 19)، والفساد ومكافحته فى السويد فى أوائل القرن الـ 19، والدولة والأسرة وممارسات مكافحة الفساد فى أواخر الدولة العثمانية.
والباب الخامس (التاريخ الحديث والمعاصر) وفيه تناول الفساد والمعايير الأخلاقية للحياة العامة البريطانية المناقشات الوطنية والإدارة العامة (1880- 1914)، وقضيتا لوكهيد (1977) وفليك (1981- 1986) ومحافحة الفساد باعتبارها ممارسة براجماتية فى هولندا وألمانيا، وفساد فى دولة مكافحة الفساد .. ألمانيا الشرقية فى ظل الحكم الشيوعى.