تعتبر معركة المنصورة التى دارت في رمضان لسنة 647 هجرية من أشهر المعارك التى انهزم فيها الصليبيون حيث فشلت الحملة الصليبية السابعة التى كانت تسعى لاحتلال مصر عام 1250 ميلادية، واستطاع المصريون أسر لويس التاسع ملك فرنسا.
وأبحر الملك الفرنسى إلى الشرق سنة 1248ميلادية، قاصداً مصر وذلك بعد أن اقتنع الصليبيون بأن مصر هى المفتاح المؤدى إلى بيت المقدس، بجيش كبير العدد ونزل فى دمياط عام 1249 ميلادية ثم تقدم إلى المنصورة حيث واجهته جيوش المصريين، واشتبكت معه فى موقعة المنصورة التاريخية عام 1250 ميلادية، ليلقى هزيمة مدوية ترتبط عليها وقوعه أسيراً فى أيدى المسلمين وكان حينها فى الثلاثين من عمره.
وحسب كتاب "النضال الشعبى ضد الحملة الفرنسية"، استطاعت الجيوش المصرية الباسلة أن تقضى على جيش فرنسا، فقتلت منه 30 ألفا، وأغرقت الكثير وأسرت ملكهم لويس التاسع، وألقت به فى دار "ابن لقمان".
وقد وصف المؤرخ ابن تغرى هزيمة الفرنسيين حيث قال: "وأنزل الفرنسيس فى حرقة، وأحدقت به مراكب الملسمين تضرب فيها الطبول، وفى البر الشرقى العسكر سائر منصور مؤيد، والبر الغربى فيه العربان والعامة، فى لهة وتهان وسرور بهذا الفتح العظيم، والأسرى تقاد فى الحبال، فكان يومًا من الأيام العظمة المشهودة".
وكان يقود صفوف الجيش آنذاك الأمير بيبرس الذى صار فيما بعد السلطان الظاهر بيبرس، واستطاع هزيمة الصليبيين فى معركة المنصورة، وأسر لويس التاسع، ووفقا لما ذكره كتاب "تاريخ الحروب الصليبية" للدكتور محمد سعيد عمران، فإنه بعد بضعة أيام فتحت أبواب المفاوضات لفك أسر لويس، وانتهت إلى أن يسلم الملك الفرنسى مدينة دمياط فدية عن نفسه، ويدفع مبلغ "ثمانمائة بيزنط" فدية للأسرى الصليبيين، ويطلق سراح الأسرى المسلمين الذين فى حوزته.