نشر العمل الخيالي لدانيال ديفو بعنوان مغامرات روبنسون كروزو عام 1719 ويدور حول بحار تعرض للغرق على إحدى السفن ثم أمضى 28 عامًا على جزيرة مهجورة، وقد استند ديفو إلى تجارب ضحايا حطام السفينة والبحار الإسكتلندي ألكسندر سيلكيرك الذي أمضى أربع سنوات في جزيرة صغيرة قبالة سواحل أمريكا الجنوبية في أوائل القرن الثامن عشر.
ومثل بطله كروزو كان دانيال ديفو رجلاً إنجليزيًا عاديًا من الطبقة الوسطى، ولم يكن من طبقة النبلاء مثل معظم الكتاب في ذلك الوقت حسبما ذكر موقع هيستورى حيث بدأ ديفو حياته كتاجر صغير لكنه أفلس عام 1692 وتحول إلى الكتابات السياسية لدعم نفسه.
وقد أدى الكتيب الذي نشره في عام 1702 ساخرًا من أعضاء الكنيسة العليا إلى اعتقاله ومحاكمته بتهمة التشهير التحريضي في عام 1703.
وناشد السياسي القوي روبرت هارلي ، إيرل أكسفورد الأول للإفراج عنه فأطلق سراحه من سجن نيوجيت وعينه ككاتب سياسي لدعم آرائه وتحقيقا لهذه الغاية ، أنشأ ديفو المراجعة ، التي حررها وكتبها من عام 1704 إلى عام 1713، ولم يبدأ كتابة الرواية إلا بعد أن بلغ الستين من عمره.
وتشمل أعماله الأخرى مول فلاندرز (1722) وروكسانا (1724) وقد توفي في لندن عام 1731 ، قبل يوم واحد من الذكرى الثانية عشرة لنشر روبنسون كروزو.
وقد حققت الرواية نجاحا كبيرا وترجمت إلى لغات العالم المختلفة لعدة أسباب منها السبق إذ تعد الرواية الأولى في الإنجليزية بالإضافة إلى موضوعها إذ تشير إلى حلم الانعزال عن هذا العالم الظالم والحياة في ظل الطبيعة الرحيمة بالنسبة لهذا العالم كما أنها ذات منظور وبعد تحليلي فهي تعالج قضية المدنية لدى البشر وكيفية عيشهم وحدهم خاصة في ظل الظروف الصعبة جدا دون أي تفاعل مع بشر آخرين.
ورغم أن القصة تعدّ من أعظم القصص في تاريخ الأدب الأوربي إلا أن هناك تشابهاَ بين فكرتها وفكرة قصة حي بن يقظان لابن طفيل.