يعتبر بدر شاكر السياب من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين، وأحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي، ورغم قصر حياته، إذ لم يعش أكثر من 38 سنة، حيث توفى عام 1962 إلا أن تأثيره كان كبيرًا بقصائده التى اشتهرت في العالم العربي ودواوينه العشرة المنجرة خلال حياته القصيرة.
ولم يقتصر شعر بدر شاكر السياب على قصائده السياسية الشهيرة عن الوطن مثل غريب على الخليج وأنشودة المطر والأشعار التى اتخذت منحى التجديد ومهدت للشعر الحر مثل "هل كان حبا؟" وإنما امتدت أشعاره إلى وصف أيام مباركة ومناسبات مثل رمضان وبالتحديد ليلة القدر التى يسعى المسلمون لاغتنامها في العشر الأواخر من رمضان حيث يقول الشاعر الراحل في قصيدة ليلة القدر:
يَا لَيْلَةً تَفْضُلُ الأَعْوَامَ وَالحِقَبَا
هَيَّجْتِ لِلقَلْبِ ذِكْرَى فَاغْتَدَى لَهَبَا
وَكَيْفَ لا يَغْتَدِي نَارًا تُطِيحُ بِهِ
قَلْبٌ يَرَى هَرَمَ الإِسْلامِ مُنْقَلِبَا
يرى شعائر دين الله هاربة
يسفها النوء تمضي حيثما ذهبا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا ظِلاًّ نَلُوذُ بِهِ
إِنْ مَسَّنَا جَاحِمُ الرَّمْضَاءِ مُلْتَهِبَا
ذِكْرَاكِ فِي كُلِّ عَامٍ صَيْحَةٌ عبرَتْ
مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ تَدْعُو الفِتْيَةَ العُرُبَا
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا نُورًا أَضَاءَ لَنَا
قَاعَ السَّمَاءِ فَأَبْصَرْنَا مَدًى عَجَبَا
تَنَزَّلُ الرُّوحُ رَفَّافًا بِأَجْنِحَةٍ
بِيضٍ عَلَى الكَوْنِ أَرْخَاهُنَّ أَوْ سَحَبَا
وَلِلمَلائِكِ تَسْبِيحٌ وَزَغْرَدَةٌ
تَكَادُ رَنَّاتُهَا أَنْ تُذْهِل الشُّهُبَا