تمر اليوم الذكرى الـ230 على وضع نشيد الثورة الفرنسية لامارسييز، وذلك في 25 أبريل عام 1792، حيث تم كتابته عهد الثورة الفرنسية، واعتمدته فرنسا نشيدا بموجب اتفاقية لمدة تسع سنوات، من 14 يوليو 1795 إلى غاية عهد الإمبراطورية الفرنسية سنة 1804، وفي زمن الجمهورية الفرنسية الثالثة تم ترسيمه بشكل دائم.
كتب "كلود جوزيف روجيه دو ليل" نشيد "لامارسييز" عام 1792، وكان حينها جندياً وعازف كمان يبلغ من العمر 31 عاماً، وفي ليلة 25 أبريل، كان "دو ليل" في مدينة "ستراسبورغ" خشية غزو محتمل للنمساويين العازمين على دحر الثورة الفرنسية وإعادة تنصيب لويس السادس عشر كملك للبلاد بصلاحيات كاملة.
اجتهد عمدة المدينة من أجل التوصل إلى شيء يُلهم سكانها للدفاع عنها في مواجهة الدمار. في تلك الليلة، توسّل إلى "روجيه دو ليل" لكي يحاول تأليف بضعة أسطر ـ أو أي شيء من شأنه أن يساعدهم في مواجهة ذلك الموقف.
ما كان من "دو ليل" إلا أن عاد مسرعاً إلى غرفته وهو شبه ثمل. وبعد بضع ساعات فقط من ذلك الاجتماع، كتب "لامارسييز".
ربما يكون قد سرق اللحن من أغنية شعبية في وقتها، ومن المؤكد أنه استنسخ نصف كلمات النشيد من ملصقات وكتابات على الجدران في أنحاء المدينة آنذاك ـ لكن ما أوجده في تلك الليلة كان أمراً حقيقيا، إنه نشيد يدل على التحدي، ويمنح لسامعيه أملاً كبيراً.
وفى 1941 ارتكبت ألمانيا النازية خطأ كبيرا بعد احتلال فرنسا إذ فكرت أن تمنع الفرنسيين من غناء وتلحين نشيدهم الوطنى وكان الألمان يعرفون أن ذلك عقاب كبير للشعب الفرنسى وأن أقسى ما يطالبوه به هو الكف عن الغناء فى وجه القهر، وكتب أحد الشعراء الألمان ذات مرة يقول إن النشيد مسؤول عن مصرع أكثر من 50 ألف من مواطني بلاده.