شاعرإيطالي من القرن السادس عشر، اشتهر بقصيدته عن القدس والتى كتبها فى عام 1591، بعنوان "القدس تسلم"، يصور نسخة خيالية من المعارك التى جرت فى نهاية الحملة الصليبية الأولى، خلال حصار القدس عام 1099م، هو توركواتو تاسو، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله، غذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 25 أبريل من عام 1595م.
الإيطالى تاسو الذى ولد فى 11 مارس 1544م، والده أحد النبلاء وكان شاعر ملحمى وغنائى ذائع الصيت فى عصره، ووالدته هى من النبلاء أيضًا، وقد جذب تاسو أنظار معلميه نظرًا لسرعة الفكر والحماس الدينى الذى كان لديه، مما أثار إعجاب من حوله، لدرجة أنه أصبح معروفا على مستوى مدينته وهو فى عمر الثامنة عامًا.
استطاع تاسو أن ينضم منذ صغره لمجتمع من الرجال المثقفين الدراسات الجمالية والأدبية التى كانت رائجة آنذاك، وكان يشارك معهم فى المناقشات للدراسات والأبحاث، فقد نشأ فى جو راقى إلى حد ما، وهذا أعطى طابعًا دائمًا لشخصيته.
وقد أولى تاسو كل اهتمامه للفلسفة والشعر، قبل نهاية عام 1562، كان قد أنتج قصيدة ملحمية تسمى رينالدو ، وعلى الرغم من أن الأجزاء الأخرى للقصيدة تبدو غير مكتملة تم الاعتراف بمؤلفها باعتباره الشاعر الشاب الواعد فى عصره، وسمح له والده بطباعة العمل.
كتب العديد من المؤلفات فقد كتب "القوافي" والتى تضم ما يقرب من ألفى كلمة فى تسعة كتب وذلك بين عامى 1567 و 1593، وكتب "مأساة لم تنته"، وأيضًا "حوارات" بين عامى 1578 و 1594وتتناول هذه النصوص الـ 28 قضايا من الأخلاق "الحب والفضيلة والنبل"، وغيرها الكثر والكثير.
ولكن انتهت حياته بعد أن عانى من المرض العقلى، حيث تصف الأساطير أنه كان يتجول فى شوارع روما نصف مجنون، مقتنعًا بأنه يتعرض للاضطهاد، ليرحل قبل أيام قليلة من تتويجه فى الكابيتولين ملكًا للشعراء من قبل البابا كليمنت الثامن، وتمت ترجمة أعماله، وحتى بداية القرن العشرين، ظل أحد أكثر الشعراء قراءة فى أوروبا.