تمر اليوم الذكرى الـ87 على استقالة الإمام محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الجامع الأزهر، إذ استقال في 26 أبريل عام 1935، وهو أول شيخ قبيلة عربية يتولى مشيخة الأزهر، وفي أيامه أنشئت الجامعة الأزهرية الحديثة ومجلة الأزهر ومطبعته، وفي عهده أرسلت بعوث الدعوة إلى الصين واليابان والحبشة والسودان للدعوة إلى الإسلام.
لما توفى الإمام أبو الفضل الجيزاوى شيخ الأزهر تم تعيين الشيخ المراغى نحو عشرة شهور، لكنه قدم استقالته، وصدر الأمر بتعيين الشيخ الأحمدى شيخًا للأزهر فى 7 من جمادى الأولى سنة 1348هـ الموافق 10 من أكتوبر سنة 1929م.
لم يستطع الإمام أن يحقق كل ما يطمح إليه من وجوه الإصلاح التي دعا إليها في كتابه "العلم والعلماء"، لاعتبارات سياسية، فاشتدت معارضة العلماء والطلاب له، وجابهوه بالعداء، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي كانت تمر بها البلاد، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً لائقًا.
وعمل بعضهم دون أجر حتى يحفظ لنفسه حق التعيين حينما تواتيه الظروف، وزاد الأمور سوءً أن السلطات طلبت من الظواهري، فصل مائتين من العلماء في ظل هذه الظروف، فاستجاب لهم وفصل بعضهم.
وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه، فلم يراعوا حرمة الشيخ وجلال منصبه، فجابهوه بالعداء السافر، وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف، ولم يستطع الشيخ أن يعمل في ظل هذه الظروف العدائية، فقدم استقالته في 23 من المحرم 1354، الموافق 26 من إبريل 1935.