سيرة موسى الهادى بين الملك وحسن الحديث.. ما يقوله التراث الإسلامى

مات موسى الهادى فى سن صغيرة، كما أنه لم يتولى الحكم إلا سنة وشهور قليلة، فكيف كانت سيرته فى الناس، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟ يقزل كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "وهذا ذكر شىء من ترجمة الهادى": هو: موسى بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس، أبو محمد الهادي. ولى الخلافة فى محرم سنة تسع وستين ومائة، ومات فى النصف من ربيع الأول أو الآخر سنة سبعين ومائة، وله من العمر ثلاث، وقيل: أربع، وقيل: ست وعشرون سنة، والصحيح الأول. ويقال: إنه لم يل الخلافة أحد قبله فى سنه، وكان حسنا جميلا طويلا، أبيض، وكان قوى البأس يثب على الدابة وعليه درعان، وكان أبوه يسميه: ريحانتي. وكان شهما خبيرا بالملك كريما، ومن كلامه: ما أصلح الملك بمثل تعجيل العقوبة للجانى، والعفو عن الزلات، ليقل الطمع عن الملك. وغضب يوما من رجل فاسترضى عنه فرضي، فشرع الرجل يعتذر فقال الهادي: إن الرضا كفاك مؤنة الاعتذار. وعزى رجلا فى ولده فقال له: سرك وهو عدو وفتنة، وساءك وهو صلاة ورحمة. وروى الزبير بن بكار أن مروان بن أبى حفصة أنشد الهادى قصيدة له منها قوله: تشابه يوما بأسه ونواله * فما أحد يدرى لأيهما الفضل فقال له الهادي: أيما أحب إليك؟ ثلاثون ألفا معجلة أو مائة ألف تدور فى الدواوين؟ فقال: يا أمير المؤمنين ! أو أحسن من ذلك؟ قال: ما هو؟ قال: تكون ألفا معجلة ومائة ألف تدور بالدواوين. فقال الهادي: أو أحسن من ذلك، نعجل الجميع لك. فأمر له بمائة ألف وثلاثين ألفا معجلة. قال الخطيب البغدادي: حدثنى الأزهري، ثنا سهل بن أحمد الديباجي، ثنا الصولي، ثنا الغلابي، حدثنى محمد بن عبد الرحمن التيمى المكي، حدثنى المطلب بن عكاشة المزني، قال: قدمنا على أبى محمد الهادى شهودا على رجل منا أنه شتم قريشا وتخطى إلى رسول الله ﷺ، فجلس لنا مجلسا أحضر فيه فقهاء أهل زمانه ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا فشهدنا عليه بما سمعنا منه. فتغير وجه الهادى ثم نكس رأسه ثم رفعه ثم قال: إنى سمعت أبى المهدى يحدث عن أبيه المنصور، عن أبيه على بن عبد الله بن عباس، قال: من أهان قريشا أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن آذيت قريشا حتى تخطيت إلى ذكر رسول الله ﷺ؟ اضربوا عنقه، فما برحنا حتى قتل. توفى الهادى فى ربيع الأول من هذه السنة، وصلى عليه أخوه هارون، ودفن فى قصر بناه وسماه: الأبيض بعيساباذ من الجانب الشرقى من بغداد، وكان له من الولد تسعة: سبعة ذكور وابنتان، فالذكور: جعفر، وعباس، وعبد الله، وإسحاق، وإسماعيل، وسليمان، وموسى الأعمى، الذى ولد بعد وفاته فسمى باسم أبيه. والبنتان هما: أم عيسى التى تزوجها المأمون، وأم العباس تلقب: توبة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;