فيلسوف ومؤرخ واقتصادى أسكتلندى، له إسهامات كثيرة فى الفكر التنويرى فى أسكتلندا، هو ديفيد هيوم، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 26 أبريل من عام 1711م، وكان لهذا الفيلسوف نظرة خاصة فى العديد من الأشياء منها على سبيل المثال "الأخلاق والأفكار"، ورغم نظريته التى نستعرضها عبر التقرير التالى، إلا أن القارئ لتلك السطور سيدهش عندما يعلم أنه داعم للقتل والعنصرية نحو أصحاب البشرة السوداء.
رأى ديفيد هيوم فى الأخلاق أنها مشروطة بالطبيعة الإنسانية، ولأنه ينظر إلى هذه الطبيعة الإنسانية على أنها طبيعة انفعالية فى الأساس ولا يحتل فيها العقل إلا دوراً ضعيفاً، فهو يذهب إلى أن كل سلوك إنسانى صادر عن الانفعالات.
كما يقول ديفيد هيوم فى ذلك "ليس هناك ما هو أكثر تقلباً من الأفعال الإنسانية، فما هو الأكثر تغيراً سوى أهواء البشر؟ إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يشذ بعيداً عن العقل السليم، بل وعن شخصيته واستعداده. إن ساعة واحدة، بل لحظة واحدة، كفيلة بأن تجعله يتغير من النقيض إلى النقيض.. إن الضرورة ثابتة ويقينية. لكن السلوك الإنسانى غير ثابت وغير يقيني. وبالتالى فإن السلوك الإنسانى لا يمكن أن ينشأ عن الضرورة".
وكان للفيلسوف الراحل نظرة أيضًا عن "الانطباعات والأفكار" فيقول "إن الفرق بينهما يتمثل فى درجة القوة والحيوية التى تؤثر بها على العقل وتدخل عن طريقها فى التفكير والوعى، فتلك الإدراكات التى تدخل بكل قوة وعنف يمكن أن نسميها الانطباعات، وتحت هذه التسمية أفهم كل إحساساتنا وانفعالاتنا وعواطفنا كما تظهر لأل مرة فى النفس، وأعنى بالأفكار الصور الخافتة لهذه فى التفكير والاستدلال".
ورغم تلك النظرة الفلسفية عن الأخلاق والأفكار وبعيدًا عن سمات المبدعين الذين يتسموا دائما بالسلم وعدم العنصرية إلا أن ديفيد هيوم كان ممن دعموا القتل وتبنوا نظريات العنصرية، حيث تبنى موقفا معاديا لأصحاب البشرة السمراء، واعتبرهم أدنى المخلوقات، ووفقا لكتاب "فقه التحيز.. رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد" تأليف عدد من الباحثين، فإن هيوم كان أحد الفلاسفة الذين أسهموا فى رسم خريطة إدراكية لأفريقيا، خاصة بعدما كتب فى إحدى حواشى مقاله "حول السمات القومية": "إننى ميال إلى الظن بأن الزنوج متدنون بشكل طبيعى عن البيض، فنادرا ما سمعنا عن أمة متحضرة تنتمى لهذا البشرة، ولا حى فرد بارز فى نطاق الفعل والتأمل العقلى، وليس ثمة صناع مبدعون بينهم، ولا فنون ولا علوم".
وقد رحل هيوم عن عالمنا فى يوم 25 أغسطس 1776م، لكنه ترك العديد من المؤلفات وهى : رسالة فى الطبيعة البشرية فى جزأين، موجز الرسالة فى الطبيعة البشرية، مباحث أخلاقية وسياسية، محاولات فلسفية فى الفاهمة البشرية الذى آعيدت تسميته فى طبعة 1758 بمبحث فى الفاهمة البشرية، مبحث فى الأخلاق، مقالات سياسية، تاريخ انجلترا والذى ظل مرجعا للتاريخ الإنجليزى لسنوات طويلة، كما كتب محاورات فى الدين الطبيعى.