يعد الإمام خارجة بن زيد بن ثابت، أحد أشهر فقهاء المسلمين، وهو تابعي أدرك خلافة عثمان بن عفان وكان أبوه زيد بن ثابت من أكابر الصحابة، حدَّث عن جمع كبير من الصحابة وعنه جمع كبير من صغار التابعين والمحدثين، وكان أحد فقهاء المدينة السبعة.
اسمه خارجه بن زيد بن ثابت الأنصارى النجارى، أبو زيد المدني من بني النجار، وإخوته هم إسماعيل، وسليمان، ويحيى، وسعد، وجده لأمه هو سعد بن الربيع الأنصاري، أحد النقباء السادة وأمه أم سعد بنت سعد بن الربيع النقيب، وقد كان خارجة بن زيد تابعيًا جليل القدر وأحد فقهاء المدينة السبعة، وقد قال عنه البخاري إنه أدرك زمان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كان خارجة بن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- من فقهاء المدينة المنورة وعقلائهم وكان كثير التعبد، وكان رضى الله عنه يفتي الناس في المدينة في زمانه ويحل بينهم النزاعات، ويقسم بينهم المواريث من النخل والأموال، فقال عنه مصعب بن عبد الله: كان خارجة بن زيد، وطلحة بن عبد الله بن عوف في زمانهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث من الدور والنخل والأموال بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس.
وقال عنه عبد الرحمن أبي الزناد، عن أبيه أنه كان من الفقهاء السبعة الذين يسألون بالمدينة، وينتهى إلى قولهم، وهؤلاء الفقهاء السبعة هم، سعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة، والقاسم، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار.
تلقى خارجة بن زيد العلم على أيدي جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم، وتلقى العلم عنه جمع كبير من التابعين والمحدثين، وقد أدرك رضى الله عنه خلافه عثمان بن عفان رضى الله عنه وقد كان ابوه زيد بن ثابت من كبار الصحابة رضوان الله عليهم روي عن جمع كبير من الصحابة حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وروي المحدثين والتابعين عنه، وكانت الناس تقصد خارجة بن زيد ليسألوه ويستفتونه في القضايا المعاصرة التي يتعرضون لها، ومنها قضايا المواريث المستجدة والتي كان بارعا بها وقد كان يقسم المواريث بينهم.
ومات رضى الله عنه في سنة مائة من الهجرة في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بـ المدينة، وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقيل: توفي سنة تسع وتسعين.