منذ 1311 عاما استطاع الجيش الإسلامى بقيادة القائد طارق بن زياد النزول إلى الأندلس بعد أن عبر البحر المتوسط، وذلك لغزوها بعد الاتفاق مع يوليان حاكم سبتة، وكان ذلك فى مثل هذا اليوم 27 أبريل من عام 711م، لكن ما نستعرضه خلال التقرير التالى، يدور حول أصول طارق بن زياد، وهل كان يتكلم العربية؟.
لكن قبل أن نخوض فى هذا الأمر لابد أن نستعرض لمحة من حياة القائد محور الحدث طارق بن زياد، فهو قائد عسكرى مسلم، قاد الفتح الإسلامى لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عامى 711 و718م بأمر من موسى بن نصير والى أفريقية فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك، ينسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا.
وبدأ طارق بن زياد رحلته العسكرية عندما كان مولى موسى بن نصير والى أفريقية، وكان موسى بن نصير قد خرج غازيًا من إفريقية إلى طنجة فتبع البربر الذين هربوا غربًا خوفًا من تقدم المسلمين، ووصل موسى وجيشه إلى السوس الأدنى وهو بلاد درعة حيث مضارب قبيلة نفزة الجبلية، فلما رأى البربر ما حدث لهم من سبى وتقتيل استأمنوا وأطاعو، فولى عليهم واليًا ووضع طارقًا واليًا على طنجة.
أما عن أصول طارق بن زياد فهناك اختلافات كثيرة حول هذا الأمر فنرى أن عدد من المؤرخين مثل ابن خلكان والزركلى والمقرى التلمسانى، يرجحون أنه عربى من قبائل الصدف فى حضرموت، ومن أبرز من قال ذلك هو ابن خلكان وأيده آخرون، وآخرون مشيرين وجود احتمالية بأن يكون عبدًا عرببيًا معتقًا.
أما صاحب كتاب "أخبار مجموعة فى فتح الأندلس" الدكتور سوادى عبد محمد فأكد أن طا ق بن زياد أنه فارسى من همدان، بينما ترجح موسوعة كامبريدج الإسلامية أصوله العربية، وهذا ما ذهب إليه أيضاً المؤرخ الإيطالى باولو جيوفيو.
وفى رأى مؤرخين آخرين مثل ابن عذراى أنه بربري، ويميل معظم المؤرخين إلى هذا الرأى لكونه كان مولى لموسى بن نصير والى أفريقية، وعلى الرغم من ذلك يختلف أصحاب هذا الرأى فى تحديد القبيلة والمنطقة التى ولد فيها طارق بن زياد وانتمى إليها، وذلك كون القبائل التى يُعتقد بانتمائه إليها كانت كلها فى زمانه تستوطن إقليم طرابلس.
بينما يقول المؤرخ التونسى هشام جعيط: فمن المعروف أن طارق هو من فتح الأندلس. من هو طارق؟ هو مولى بربرى من قبيلة "نفزة"، وهذه القبيلة ليست بنفزاوة الطرابلسية، بل هى على الأرجح مستقرة حول طنجة فى "الريف الحالي".