من الشخصيات الشائكة فى التاريخ الإسلامي القائد طارق بن زياد المتوفى فى سنة 101 هجرية، الذى دخل بجيشه الإسلامى إلى أسبانيا، ونشأت من بعده حضارة الأندلس التى استمرت قرابة 800 سنة.
يبدو طارق بن زياد من اسمه أنه عربي، لكن المعلومات المتاحة عن شخصية وحياة البطل المسلم قليلة، وممن تحدثوا فى هذا الشأن ابن عذارى المراكشي، في كتابه "البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب"، أن نسب طارق بن زياد هو "طارق بن زياد بن عبد الله بن لغو بن ورقجوم بن نير بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو"، ما يبين أنه ينتمي إلى قبيلة نفزاوة الأمازيغية.
كما أن ابن عذارى يتحدث عن صفات طارق الجسدية فيقول: "كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون" وبالطبع فإن صفة الشقرة بعيدة عن الشخصية العربية.
ورغم التأكيد على أصله الأمازيغي، إلا أن ابن عذارى يؤكد علاقة طارق بن زياد أيضا مع العروبة منذ زمن طويل، والذي يظهر انطلاقا من اسم أبويه، زياد وعبد الله، ما يبين أنه نشأ في بيئة عربية إسلامية مع احتفاظه بلهجة أجداده الأمازيغية.
بينما نجد أن ابن خلكان يرى أن أصول طارق بن زياد عربية، مرجعا أصوله إلى قبائل الصدف في حضر موت باليمن، حسب كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان".
وقد احتفظنا بخطبة طارق ابن زياد الشهيرة التى فيها "العدو أمامكم والبحر خلفكم" مع أن مؤرخين كبار مثل ابن خلدون لم يذكرها ولم يشر إليها، وهى كما نرى عربية فصيحة، لكن فيها كلام أيضا، فهناك من يرى أن طارق بن زياد قالها بالأمازيغية لكن من ذكرها بعد ذلك عربها، وهناك من يشكك أصلا فى قولها.
وبالمجمع فإن طارق بن زياد بالتأكيد كان يعرف العربية أو على الأقل القليل منها، على الأقل يعرف القرآن الكريم أو جزءا منه، ما يكفي كي يصلى بالناس ويؤمهم.