لعدة قرون اعتقد المؤرخون أن أى دليل مادى على معركة أيجيتس التاريخية بين الرومان والقرطاجيين فى القرن الثالث قبل الميلاد قد انتهى منذ فترة طويلة قبل اكتشاف حطام العشرات من السفن الدالة على وقوع المعركة، وقد لعب طبيب أسنان فى صقلية دورًا فى إعادة كتابة تاريخ إحدى أهم المعارك فى أوروبا.
فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، كان عالم الآثار الراحل سيباستيانو توسا يزور منزل جراح أسنان في بلدة تراباني بجزيرة صقلية عندما لاحظ المقدمة البرونزى لسفينة رومانية تعرف باسم المنصة، وأخبره طبيب الأسنان أنها أتت من صياد - دفع ثمن العمل على أسنانه بالقطعة الأثرية القديمة.
لم يدرك طبيب الأسنان أهمية سفينة المنصة، لكن توسا اشتبه في أنها من معركة إيجيتس الشهيرة، التي وقعت بين الجمهورية الرومانية والقرطاجيين فى عام 241 قبل الميلاد والتى كانت المعركة الوحيدة المعروفة فى تلك الحقبة التي دارت في مياه صقلية حول تراباني وفقا لموقع بى بى سى.
ويمثل الحدث وهو معركة إيجيتس نهاية الحرب البونيقية الأولى وبداية هيمنة روما على البحر الأبيض المتوسط وهى حقبة استمرت لما يقرب من 700 عام.
في السابق وقبل هذا الاكتشاف كان على المؤرخين الذين يأملون في فهم معركة إيجيتس الاعتماد على الروايات التاريخية القديمة بافتراض أن أي آثار اختفت، لم يبحث علماء الآثار ببساطة بما يكفي عن البقايا المادية، لكن العثور بالصدفة على الأثر الباقى من المعركة في منزل طبيب الأسنان هذا جنبًا إلى جنب مع حكايات الغواصين عن كنوز أخرى تحت الماء ، ألهم توسا وزملائه لإطلاق حملات أثرية مخصصة تحت الماء في البحر حول صقلية بنجاح هائل.