تمر اليوم الذكرى الـ 830 على اغتيال الحشاشون، ملك مملكة بيت المقدس المنتخب كونراد، أثناء الحملة الصليبية الثالثة، وذلك في 28 أبريل عام 1192، وهم طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس هجري/الحادى عشر ميلادى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.
اغتال الحشاشون المركيز "كونراد دي مونفيرا" ملك بيت المقدس الصليبى، وكان أول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، وتشير المصادر إلى أن قاتليه تخفوا فى زي رهبان حتى وصلوا إلى خيمته، وذكر المؤرخون أنه أُغتيل على أيدي الحشاشين، وفى عيد التتويج ليصبح ملكًا على القدس، تم قتله من قِبل أفراد أرسلهم شخص يدعى "رشيد الدين سنان" وهو قائد حشاشي سوريا وكان يلقب بـ "شيخ الجبل".
وظلت الشبهات قائمة حول مقتل "كونراد دى مونفيراتو" فلا توجد أسباب واضحة، لهذا أتى البعض بنظريات تقول أن هناك صلة بين رشيد الدين وريتشارد قلب الأسد وذلك لأن "كونراد" الذى تم اغتياله هو خصم ريتشارد لذلك قام الأخير بالتعاون مع رشيد الدين ليقتل كونراد.
وتذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات ريتشارد قلب الأسد الذي وصلت العداوة بينه وبين دى مونفيرا ذروتها فى تلك الفترة، وانقسم العالم المسيحى بينهما، فأدى مقتل "كونراد" إلى توحد العالم المسيحي تحت لواء ريتشارد قلب الأسد.
ففي طريق عودته من الحروب الصليبية، ألقي القبض على ريتشارد في ألمانيا واتّهِم بمقتل كونراد، وبعد ذلك وصلت رسائل تنفي صلة رشيد الدين بريتشارد وتم إرسالها إلى حكام أوروبيين، وتم الإدعاء بأن الراسل هو رشيد الدين يوضح سبب قتله لكونراد، وبرر ذاك بان كونراد استولى على سفينةٍ تخص الحشاشين. ولكن هناك الكثير من المؤرخين يشككون فيها ويعلمون أنها مزيفة وقيل أن أنصار ريتشارد هم وراء هذه الرسالة كمحاولة لإنقاذه، وخاصة عندما ذيع أن رشيد الدين كان متوفىً حينها.
وربما تكشف تلك الوقائع ذلك الارتباط الغامض بين الحشاشين والصليبيين، الذي سيفتضح بعد ذلك، ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن السلطان صلاح الدين حرض على قتل كونراد كهدية يقدمها سنان زعيم الحشاسين لصلاح الدين بعد المصالحة بين الطرفين، وهو ما ذهب إليه مؤرخو الإسماعيلية.