صدر العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور الفنان هشام عطوة، وعدد مايو يحمل رقم 380، ويحتوى على مجموعة من الملفات الثقافية الثرية، لعل أهمها ملف عن الراحل مجيد طوبيا أعده أحمد فضل شبلول، بعنوان "مجيد طوبيا واحد من أبناء الصمت".
كما يحوى ملفا عن حال الثقافة المصرية فى زمن الكورونا أعده طارق الطاهر، وعن المكان فهناك تقرير عن "معدية بورسعيد.. تاريخ من النضال والصمود" لأسامة كمال أبوزيد.
فيما يبرز مقال نقدى عن المبدع الراحل محمد عبد المنعم زهران، الذى غادرنا فى مارس الماضى، كتب المقال الدكتور شعيب خلف بعنوان "زهران يرسم نهايته المبكرة فى قصة فردوس"، حيث يستمد شعيب من قراءته لقصة فردوس، إحدى قصص مجموعة "حيرة الكائن"، لزهران، والفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربى 2002، يستمد من أحداثها نبوءة تجلت منذ عشرين عاما، رسم زهران عبر أحداثها وصفا لمغادرته واقعنا فى سن مبكرة.
فالقصة تتناول حياة فتاة بائسة، لم تنل حظا من الجمال، بل كان حظها رصيدا متخما من تنمر المجتمع ولفظه لها، رغم ما تحمله لذلك المجتمع من حب ونقاء سريرة، وهنا يتجلى مشهد موتها، وسط من لفظوها من المحيطين، ليكونوا شهودا على ملائكيتها، فيعضوا أصابع الندم على عدم ادراكهم لتلك النفس الذكية من قبل، ولكن فهمهم جاء بعد فوات الأوان، لحظة موتها، التي تحولت فيها تلك الفتاة القصيرة إلى ملاك بجناحين، بسط جناحيه في السماء وانطلق مخلفا خلفه آلام وعذابات وانكسارات الأرض، وكأن محمد عبد المنعم زهران، قد رسم بتلك النهاية نهايته أيضا، فها هو يغادرنا مبكرا، كملاك أنف تلك الحياة التي ترزح تحت ظلم البشر وصراعاتهم، ليحلق بعيدا، بعيدا، إلى حياة أخرى أكثر رحمة وأمنا، حياة يستحقها وتستحقه.
يذكر أن محمد عبد المنعم زهران، ولد في المنيا عام 1972، له أربع مجموعات قصصية، ومجموعة مترجمة، وثلاث مسرحيات، وديوان شعر، وسلسلة في أدب الأطفال، حصل على مجموعة من الجوائز، أبرزها، جائزة قصور الثقافة، أخبار الأدب، سعاد الصباح، جائزة الشارقة جائزة يوسف إدريس، وغيرها.
غادر محمد عبد المنعم زهران دنيانا في 29 مارس 2022، عن عمر ناهز 49 عاما.