تمر، اليوم، الذكرى الـ195 على وقوع حادثة قصر القصبة حين لطم حاكم الجزائر الداى حسين قنصل فرنسا بالمروحة، وعلى إثر ذلك احتلت فرنسا الجزائر، وقد عرفت سبب الاحتلال باسم حادثة المروحة.
جرت الحادثة فى قصر الداى حسين عندما جاء القنصل الفرنسى بيار دوفال إلى قصر الداي يوم عيد الفطر، وهناك طالب الداى بدفع الديون المقدرة بـ 24 مليون فرنك فرنسي، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول الأوروبية حصارا عليها بسبب إعلان فرنسا الثورة الفرنسية.
بدأت القصة في 29 أبريل 1827 عندما زار القنصل الفرنسي بيار دوفال قصر الباشا العثمانى الداى حسين الذي تولى حكم الجزائر في سنة 1818، وكان من التقاليد السياسيّة حينها قيام قناصل الدول الأجنبية بزيارة الباشا في المناسبات المهمة.
وخلال الجلسة دار حديث بين الداي حسين والقنصل الفرنسي حول الديون المستحقة للجزائر لدى فرنسا، وكانت هذه الديون جزءاً من مساعدة الجزائر لفرنسا أثناء حصار الدول لها بسبب إعلان الثورة الفرنسية.
القنصل الفرنسى رد على الداي حسين رداً غير لائق، فأمره الباشا بالخروج لكن القنصل لم يخرج، فلوح له الباشا بالمروحة التي كانت في يده وقيل إنه ضربه بها على وجهه، فسميت هذه الحادثة باسم حادثة المروحة، وكتب القنصل لبلاده بما جرى، وضخم الحدث فاتخذت فرنسا هذا السبب ذريعة لاحتلال الجزائر.
وفى 12 يونيو 1827 بعث شارل العاشر إحدى قطع الأسطول الفرنسى للجزائر، وجاء قبطانها إلى الباشا وعرض على الباشا خيارات للاعتذار للقنصل ولم يقبل الباشا كل الخيارات فحاصر الفرنسيون الجزائر فى 1828 وانتهى الأمر باحتلال الجزائر.
أدت الثورة التى اندلعت سنة 1789 إلى عزل فرنسا عن الساحة الأوروبية، وذلك بسبب خوف الأنظمة الملكية القائمة آنذاك بأوروبا من امتداد الشعارات المعادية لسلطتى النبلاء والدين لمختلف الممالك الأوروبية، وبذلك فقدت فرنسا عددًا من حلفائها العسكريين وشركائها التجاريين لا سيما النمسا، روسيا، الإمارات الجرمانية الكاثوليكية وغيرها.