صدر أخيراً العدد (67) لشهر مايو (2022م) من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد أكدت الافتتاحية التى حملت عنوان "التمازج والتفاعل الحضارى" أن الاحتفاء بالشارقة فى معارض الكتب العالمية هو احتفاء بالثقافة العربية ومسيرتها الحضارية وتاريخها التنويرى ودورها فى إثراء الحضارات العالمية، كذلك هو احتفاء بالكتاب العربي وأهله، وإسهاماته فى تطور الفكر الإنسانى فى محطات مختلفة.
وأشارت إلى أن أهمية المشاركة فى هذه المعارض ليس فقط لعرض الكتب والمؤلفات والاطلاع على نتاج الدول الأدبى، وإنما أيضاً يكمن فى استثمار الفرصة والمساحة لتقديم صورة حقيقية عن الثقافة العربية والإسلامية، وتسليط الضوء على الإرث اللغوى والتاريخى للأمة، والتعريف بإسهامات العلماء العرب فى شتى ميادين الحياة، من خلال اللقاءات والندوات والأمسيات والفعاليات الثقافية والفكرية، ويتحقق بذلك الحضور ما نصبو إليه من تغيير وتواصل وتفاعل، وبذل المزيد من الجهود لاستعادة مكانة الكتاب وإعلاء شأن الثقافة ودعم المؤسسات الثقافية والفنية.
أما مدير التحرير نواف يونس، فأشار فى مقالته ("فن الشعر" بين أرسطو والعرب) إلى أن الاهتمام بكتاب "فن الشعر" لأرسطو، فاق أى اهتمام بكتاب آخر، وأنه فى القرن السابع عشر، اعتبر هذا الكتاب من أسباب بزوغ العصر الذهبى للأدب والشعر والمسرح فى فرنسا، وهكذا كان أثره أيضاً فى إيطاليا وإسبانيا، فظهرت كتابات وأفكار جان راسين في فرنسا، وألونسوا لوتيس وروبرتكو في إيطاليا، حيث امتد الشعر إلى محاكاة الأفعال.. وعلى إثر ذلك بدأت ثورة حقيقية في القرنين الثامن والتاسع عشر، في الفن المسرحي، وشهدت خشبات المسرح تطوراً بالغ الأثر في أوروبا جمعاء، حتى صار له تيارات ومدارس.
وأوضح قائلاً: لم نستطع نحن كعرب، أن نستفيد من كتاب "فن الشعر" كما استفادت منه أوروبا، فى تطورها الاجتماعى والثقافى والفنى، ولو قدر لنا أن لا نقع فى سوء الفهم، وفهمنا الكتاب على حقيقته، لربما نجحنا فى إدخال كل ما طرحه أرسطو، من موضوعات وآراء ومبادئ، أغنت بلا شك مسيرة الإبداع العربي.
وفى تفاصيل العدد (67)، توقف يقظان مصطفى عند أبوبكر الرازى أعظم أطباء الإنسانية الذى برع في الطب والشعر والفلسفة والعلوم، وبين عبده وازن جانباً من الموقع الريادى للشاعر عبدالرحمن شكري الذي جدد مفهوم الشعر، وتناولت أميرة المليجي دور الأديب سهيل إدريس في بحث عن مستقبل أدبي عربي جديد وإسهامه في بروز تيارات أدبية جديدة، فيما جال حسن بن محمد في ربوع مدينة (هيت) العراقية التي لم تكف نواعيرها عن الدوران منذ آلاف السنين وهي تراث إنساني عالمي، أما ضو سليم فنقل لنا أجواء زيارته إلى مدينة طبرقة التي تعد لؤلؤة الغرب التونسي وتجمع بين الجبل والغابة والبحر وقد تعاقبت عليها حضارتا فينيقيا وروما.
أما في باب "أدب وأدباء"، فرصد رامي فارس أسعد المقاهي والحارات الشعبية في روايات نجيب محفوظ، وتناول مصطفى القزاز علاقة الإنسان بالمكان فهو الوطن والمأوى والانتماء ويعد أرض الحكماء وملاذ الأدباء، وكتب محمد خليل عن أحد أبرز المفكرين والمترجمين العرب في القرن العشرين عادل زعيتر الذي يعد ظاهرة فريدة في عالم الترجمة، واستعرض عزت عمر مؤثرات الثقافة العربية في رواية "الخيميائى" لباولو كويلو، وتناول أحمد سليم عوض سيرة أهم شاعر يوناني عرفته مصر هو كفافيس روح الإسكندرية النابض، وحاور سامر أنور الشمالي الروائي والقاص وطبيب العيون محمد الحاج صالح الذي أكد أن الخيال العلمى يقدم أدباً يسبق الاختراعات، وقدم محمد فؤاد على مداخلة حول تفاعل الأنواع الأدبية في أدب لطيفة الزيات.
وكتب وليد رمضان عن ليلى صبار التي تعد من الكاتبات المرموقات في فرنسا وتكتب بلغة فرنسية وحس جزائري، وتوقفت نوال يتيم عند الدكتور عزالدين جلاوجي الذي جمع بين المسرح والسرد وابتكر جنساً أدبياً في (المسرديات)، وأجرى وفيق صفوت مختار مقابلة مع الأديبة الدكتورة زينب العسال التي أكدت قلة الجيد والمتفوق في الإبداع، وتطرقت ثراء هانىء إلى المكانة السامية التي يتبوأها الشاعر فوزي المعلوف في الشعر العربي، وحاور أحمد اللاوندي القاص والروائي سيد الوكي الذي قال إن الإبداع حالة إنسانية متجددة، فيما التقت د. أماني ناصر مهران قازاريان صاحب مكتبة قازاريان من أشهر المكتبات في دمشق الذي أكد أن الكتاب الورقي مازال مطلوباً، وقرأت هالة علي سيرة الأديب أحمد المصطفى الحاج الذي يعد من أبرز كتاب القصة القصيرة في السودان إذ كتب الشعر وهجره إلى عالم السرد، ووبيّن حاتم السروي أثر رواية (قنديل أم هاشم) في حياتنا الأدبية وكيف أضاءت مشوار يحيى حقي، وحاور خضير الزيدي الشاعر رعد فاضل الذي يتمتع بثقافة متميزة وقد جدد قاموسه اللغوي والمعرفي والثقافي، بينما سلط د. هانئ محمد الضوء على الشاعر فوزي العنتيل الذي رسم صوره الشعرية من صميم الريف وأهله.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات التالية: (أيام الشارقة المسرحية) تزداد تألقاً في دورتها الـ (31) – بقلم عبدالعليم حريص، عبدالقادر البدوي.. عميد المسرح المغربي – بقلم بوشعيب الضبار، (نزاهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة طرياق في العراق) باكورة النصوص المسرحية العربية المعاصرة – بقلم د. ضياء الجنابي، جمهور المسرح بين الكوميديا والتراجيديا – بقلم السيد حافظ، إبداعات أحمد شوقي في الشعر الغنائي – بقلم محمد زين العابدين، عارف الريس.. ألوانه تروي تفاصيل اللوحة – بقلم سارة عدلي، منى السعودي.. أخرجت أعمالها الفنية من صلابة الحجر – بقلم محمد العامري.
من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: المستشرقة الفرنسية إيفا مايروفيتش وعالمية الإسلام – بقلم عبدالله بن محمد، "تاريخ دولة اليعاربة" رؤية جديدة للشيخ الدكتور سلطان القاسمي – محمد صابر عرب، "البزركان".. سوق يحمل طابعاً أثرياً بامتياز – بقلم آمال كامل، الأدبي والسينمائي نظرية التآخي الجمالي – بقلم يحيى عمارة، عبدالرحيم الكردي ونافذته على عالم النقد الأدبي – بقلم مصطفى عبدالله، معلقات الشعر.. الأندلسي – بقلم سعيد بكور، في مديح الضوء – بقلم عادل خزام، الذكاء وثنائية الإبداع والابتكار – بقلم سوسن محمد كامل، مسيرة الإبداع الرقمي في الوطن العربي – بقلم حاتم عبدالهادي السيد، ممدوح عدوان.. الفارس الراحل إلى الضمائر من جديد – بقلم ليندا إبراهيم، المعنى وفن الصورة.. مستورة العرابي ودويانها (موسيقا السؤال) – بقلم مفيد خنسة، زهوة كنوني.. صانعة الفرح – بقلم محمد حسين طلبي، حوار القلم مع القدم.. غابريال غارسيا ماركيز وخنفساء الجبل – بقلم المنصف المزغني، الأحلام بين الفلسفة والتخيل الأدبي – بقلم نبيل سليمان، لماذا نقرأ (ابن خلدون) اليوم – بقلم حاتم الفطناسي، أسئلة تشغل الأوساط الثقافية حول شعرية المرأة الغائبة – بقلم يوسف عبدالعزيز، قراءة نقدية مغايرة (كزانتزاكس) روائياً وشاعراً – بقلم أحمد يوسف داود، تطور (السينوغرافيا) في المسرح العربي – بقلم فرحان بلبل، عصر النهضة وتحديات القرن الحادي والعشرين – بقلم نجوى بركات، ما بعد الحداثة.. اللامبالاة وأثرها في القيم – د. نعيمة البخاري، الشاعر أولاد أحمد.. وريث أبي القاسم الشابي – بقلم آمال مختار، الكثافة والتفرد في المشهد التشكيلي – بقلم نجوى المغربي، ديوان (خفقات ورق) نور خوام.. تصور عوالم متشحة بالأمل – بقلم زمزم السيد، تمارا قشحة.. تقدم أماني وأحلام اليافعين – بقلم ثريا عبدالبديع، نحن نعلم أطفالنا.. فهل نتعلم منهم – بقلم رعد أمان.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (توق النص وأفق الصورة) مشروع نقدي يحاور القصيدة بأدواتها – بقلم أديب حسن، (هوامش في المدن والسفر والرحيل) للكاتبة عائشة سلطان – بقلم ضياء حامد، كلمات في الأدب – بقلم نجلاء مأمون، مدينة السحر والشعر.. رحلة ممتعة في رحاب دمشق وتاريخها العريق – بقلم ناديا عمر، المفارقة اللغوية والدرامية في (أجمل عقاب) – بقلم مصطفى غنايم، تاريخ فن (الجرافيك) العربي – بقلم سعاد سعيد نوح، (حصاد السنين بعد التسعين) – بقلم سما حسن.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: شماء الرحيلي (المستنير) قصة قصيرة، (المستنير) حكاية الطريق إلى النهر - نقد / بقلم سمر روحي الفيصل، مراد ناجح عزيز (كأني أزيح حجراً) قصة قصيرة، نداء طالب (حبيسة الجدران) قصة قصيرة، بوشرة روزي (قصص قصيرة جداً من أمريكا اللاتينية) قصة مترجمة، باسم سليمان (تراب ونعناع) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (هكذا تتحدث أمي) قصيدة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.