نيقولا مكيافيلى.. فيلسوف وسياسي إيطالي إبان عصر النهضة، لقب ﺑ أبو النظرية السياسية الحديثة، التي تسمى أيضا بـ المكيافيلِية والتى تعني النفعية السياسية، كما أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسى.
وُلِدَ نيكولو دي برناردو دي مكيافيلِّي فى 3 مايو 1496 في فلورنسا لأسرة نبيلة، ورغم عدم حصوله على تعليم عالى، إلا أنه اشتغل على نفسه بقراءة الكتب الإغريقية والرومانية، مثلما كما كان يفعل أبناء طبقته في ذلك العصر.
خلال حياته عمِل مكيافيلى فى السلك الدبلوماسي لجمهورية فلورنسا لأربعة عشر عامًا، بدأت بسقوط عائلة "مديتشي" الحاكمة في ذلك الوقت، وحين عادت الأسرة للحكم تم عزله وسجنه ثم نفيُه إلى الريف.
وفي المنفى انعزل مكيافيلى عن الحياة السياسية، لكنه كان يرصد تحركات الفلاحين والعمال ويتحدث معهم عن أوضاع الحكم بشكلٍ يومي، وهناك ألَّف كتابه الشهير "الأمير" الذي تم نشره بعد وفاته بخمس سنوات، وهوجم بشدة إلى حَدِّ منعه وتحريم قراءته وحرق كل نسخه في روما عام 1559م، ولم يتم نشر فكره النفعي بعد ذلك بشكل مُوسَّع إلا في القرن الثامن عشر حين ازدهر عصر النهضة.
تتمثل رسالة كتاب "الأمير" لـ مكيافيلى فى عبارة "على المرء أن يكون ثعلبا ليعى الفخاخ المنصوبة له، وأن يكون أسدا ليرهب الذئاب"، وتأتي أهمية الكتاب فى وضعه أسس الفكر السياسي الإنساني بعيدا عن الدين، وتعد مقولة مكيافيلِّي الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة" هي المبرر لكثيرٍ من الأفعال السياسية.
وفى 21 يونيو 1527 توفى مكيافيلى فى إيطاليا، بعدما داهمه المرض بعد أيام من عودته إلى فلورنسا، وحينها كان يأمل في الحصول على منصب سياسي بعد طرد عائلة "مديتشي" من فلورنسا مرة أخرى، وتم دفنُه فى كنيسة سانتا كروتشي التي كان ممنوعًا من دخولها في السنوات الأخيرة من حياته.