صلاح عبد الصبور.. أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربى، بل وأحد أهم رموز الحداثة العربية، وأحد أهم الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحى، الذى ولد فى 3 مايو عام 1931، ورحل عن عالمنا فى 14 أغسطس 1981.
يقول الناقد الدكتور حسين حمودة، عن صلاح عبد الصبور، إن التحول الذى أسهم فيه وكان ركنا أساسيا فيه، تمثل فى عدة أدوار مهمة: تأسيس حركة الشعر الحر، عبر دواوينه المهمة المعروفة، ودوره فى الانتقال بالمسرح الشعرى العربى من مرحلة الصوت الغنائى الواحد، والذى هو صوت المؤلف موزعا على شخصيات تنطق بلسانه بنبرات شتى، إلى مرحلة الأصوات المتنوعة التى يستقل كل واحد منها عن صائغه.
دور آخر لعبه صلاح عبد الصبور وتمثل فى الحياة الثقافية، قال عنه الدكتور حسين حمودة فى تصريحات لـ"انفراد" تمثل ذلك فى كتابته لمقالات صحفية من نوع خاص فى عدد من من المجلات، وقد جمع بعض هذه المقالات فى كتب مهمة، ويتصل بهذا دوره الثقافى والإداري، رئيسا للتحرير ومديرا لمؤسسة نشر كبرى، أو مستشارا ثقافيا لمصر أو.. إلخ، والدوران الأخيران ارتبطا، بالطبع، بسياق موصول بتحولات كبيرة شهدتها مصر وشهدها العرب وشهدها العالم.. وربما نستطيع أن نضيف إلى هذه الأدوار ما قام به من ترجمات قامت على اختيارات لأعمال تعدّ، هى ذاتها، تمثيلات للتحول فى سياقات أخرى (أعمال لتوماس ستيرنز إليوت، ولوركا، وهنريك إبسن)".
ويرى حسين حمودة أن وعى صلاح عبد الصبور بأبعاد التحول الذى انخرط فيه وأسهم فى التعبير عنه، قاده فى كل هذه الأدوار إلى إدراك موقعه فى هذا العصر الجديد، وإلى بلورة موقفه من تراثه القديم، وبالطبع قاده إلى تشكيل معالم تجربته الإبداعية فى الشعر والمسرح، وامتدادها النقدى أيضا فى مقالاته وكتبه، وهذه التجربة، كما نعرف جميعا مسكونة بألوان من التجديد والاستكشاف، والتأملات والتساؤلات التى تعيد النظر فى علاقات العالمين القديم والعالم الحديث، معا، فضلا عن أن هذه التجربة تمثل نقلة إبداعية وفكرية على مستويات متعددة، لعل عنوانها الأساسى غير بعيد عن معانى ودلالات التحول.