لماذا ننام؟ سؤال قد يبدو مدهشا أو محيرا لدى البعض، لأن الإجابة عليه تتخطى مفهوم حصول جسد الإنسان على قسط من الراحة، ولهذا فليس من الغريب أن نجد عالما متخصصا فى علم الأعصاب يؤلف كتابا بهذا الاسم، ويخصص له لسنوات طويلة من البحث للإجابة عنه إجابة وافية، تجعلنا نتعامل مع النوم بمفهوم أكبر وأشمل من الرؤية التقليدية.
كتاب "لماذا ننام؟.. العلم الجديد للنوم والأحلام"، من إعداد عالم الأعصاب والباحث حول النوم ماثيو ووكر، وهو أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس ومدير مركز علوم النوم البشري بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، يقدم فيه إجابات علمية توصل إليها بعد دراسات عديدة أوصلته إلى نتائج مذهلة، استغرق فيها أربع سنوات من البحث لإعداد هذا الكتاب.
وفى هذا الكتاب يقول ماثيو ووكر إنه من المدهش أن الأطباء والعلماء ظلّوا عاجزين، حتى وقت قريب، عن تقديم إجابة كاملة، أو منطقية عن هذا السؤال: لماذا ننام؟ فلنتذكّر أننا نعرف، منذ عشرات السنين، أو منذ مئات السنين، وظائف الدوافع الأساسية الثلاثة الأخرى فى الحياة: الأكل والشرب، والتكاثر، إلا أن الدافع البيولوجى الرئيسى الرابع الموجود لدى مختلف الأجناس فى المملكة الحيوانية كلها، أى الدافع إلى النوم، ظل آلاف السنين أمرًا مستعصيًا على العلم.
تزيد هذا السؤال غموضًا محاولة تناوله من المنظور التطوري، أو الارتقائي. فمهما تكن نقطة الانطلاق، سيبدو النوم الظاهرة البيولوجية الأكثر غباء. فخلال فترة نومك، تكون غير قادر على البحث عن طعام، ولا على معاشرة أفراد جنسك، ولا على البحث عن شريك أو شريكة من أجل التكاثر. تكون أيضًا غير قادر على رعاية أطفالك، أو حمايتهم. كما أن النوم يجعلك معرضًا للافتراس. من المؤكد أن النوم واحد من أكثر السلوكيات البشرية غرابة.