أثار الشاعر الكبير فتحى عبد السميع، الجدل بعد نشره مقالا صحفيا أشار فيه إلى ما كتبه أكاديمى مصرى يدرس الأدب العربى، بعدما هاجم الأخير جميع المبدعين الرموز المجددين فى العصر الحديث ومنهم صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى وأمل دنقل ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط وغيرهم الكثير.
نشر الأستاذ فتحى عبد السميع بعض كلام الرجل، دون ذكر اسمه، وهو ما زاد الجدل حول هوية هذا الشخص، والمثقفون بدورهم تداولوا منشورا لشخص يدعى "حسن مغازى" يصف نفسه بـ"شيخ النحو" و"موسيقار الشعر العربى فى كلية الآداب"، وأشار إلى أن عضو مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة، وبحسب معلوماته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فهو درس فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
يقول فى منشوره: (منتجو الشِّحْرِ العُرّ) بعد عدم اقتدارهم على(الجناحين)؛ بحكم (عمق الجهالات) فى أحسن الظنين، وإلا فإنها (العمالة)، ورغم ذلك يقدمون أنفسهم بأنهم (شعراء) أرادوا (الاستعاضة) عنهما لتحقيق (هدف القصيد)، وهو (الدهشة)، و(الإمتاع)، فاتجهوا إلى (تقليد)غير العرب فى البحث عن(الصورة)؛ أولئك (ليسوا من شعراء العربية)، بل هم (أعداء القصيدة العربية)؛ بثلاث الموجات (عبث التفعيلة) فى يد (نازك) بُنية بغداد الفاشلة، ومن خلفها (السياب)؛ فتى البصرة الهزيل نفسا وبدنا، المتكرر رسوبه فى دراسة (الأدب)، المحكوم عليه قضائيا بالسجن لتجسسه ضد بلاده، ثم (الهراء الحر) فى يد (حجازي)؛ العدو اللدود للقصيدة العربية، ومن ورائه صلاح (القتيل)، ثم (مقصودة النثر)، المتعدد آباؤها فى بيئتنا، ولا سيما (الماغوط) الراسب في (دبلوم الزراعة)، وخريج السجون فى قتله (عدنان المالكى)!.
وتابع "مغازى" في منشوره: " كل من (نازك)، و(السياب)، و(مطر)، و(البياتى)، وليسوا فقط (فاشلين)، إنما كل منهم (والله العظيم) قد أجرم جرمين مركبين؛ أولهما أنه (لص محترف)، والآخر أنه استغل (حاجز اللغة) التي (يسرق من أدبها)؛ ليستغفل أدمغة متابعيه الجهلاء باللغة التى يسرق من أدباءها؛ غالبية (نزار) مسروق من الروسى (فلاديمير نابو كوف)، لا سيما فى كتابه (رسائل إلى فيرا)، جميع (السياب) مسروق من (بابلو نيرودا)، جميع (أحلام مستغانمى) مسروقة من ثلاثة؛ من (المثنوى)، ومن (نيقوس كازنتزاكيس)، ومن(فرانز كافكا)،غالبية (جبران) منسوخ من (الزرادشتية)، ومن نصوص (التلمود)، جميع (نيتشة) مسروق من(هولباخ)،! مجموعة(لصوص)منذ الخمسينات يقودون عقول من يسلمون أدمغتهم بلا (فحص دقيق)".
المقال أوجد حالة من السخرية فيما تضمنه من اتهامات لرموز الأدب العربي، دون الاستناد إلى حقيقة واحدة، وكان مما سخر منه المثقفون هو وجود معلومات مغلوطة بالأساس داخل كلام الرجل بالأساس وليس له أي منطق، فبحسب ما ذكره مقال الشاعر فتحي عبد السميع: "بعد هزيمة 67 أزاح النظام قصدا كبار وجوه الثقافة عن المشهد بعد أن رفض هؤلاء تبييض وجه النظام في أعين الجماهير، واتخذ النظام بدلا منهم في عدد من ميادين التثقيف مجموعة من (العواطلية)، (الفاشلين)، (المفسدين)، (أنصاف التعلم)، و(أرباع التثقف)؛ بيرم، جاهين، الأبنودي، دنقل، حجازي، عبد الصبور، السباعي، مكاوى، وكذلك على مستوى منطقتنا العربية كلها (السياب)، (نازك)، (درويش)، (مطر)".
والكلمات الأخيرة واجهت موجهة من السخرية، فكيف استعان النظان ببيرم التونسى على سبيل المثال بعد هزيمة 1967، رغم أن الأخير توفى في الأساس عام 1961، فيما توفى الشاعر العراقى بدر شاكر السياب الذي نال جزء من الهجوم عام 1964، وهو ما يبدو جعل حسن المغازى يتراجع، ويحذف تلك الجزء الذي تناوله الشاعر فتحى عبد السميع في مقاله.