تحتوى المتاحف المصرية على ملايين المقتنيات الأثرية النادرة التى تنتمى لعصور مصرية قديمة، فكل قطعة تحمل قصة منذ آلاف السنين، ولهذا سنستعرض بشكل مستمر قطعة مع صورتها توضح بعض المعلومات عن تلك القطعة ومكان عرضها، إلى جانب العصر الذى تنتمى إليه، وضمن تلك القطع مائدة قرابين خاصة بالملك تحتمس الثالث.
بالنسبة إلى المصريين القدماء، كان لكل من المعبودات والموتى نفس احتياجات الأحياء، وكان لابد من تزويدهم بالطعام والشراب باستمرار، وكان التجسيد المبكر لتلك الفكرة قد ظهر فى صورة مائدة القرابين، وهى عبارة عن لوح من الحجر، حيث يمكن وضع مختلف المواد الغذائية والمشروبات عليه كى يستهلكه المتوفى أو المعبود.
تم تقديم موائد القرابين غالبًا لتشبه علامة حتب الهيروغليفية التى على شكل مائدة قرابين، وتتكون المائدة من لوح مستطيل على شكل حصيرة مع جزء يمثل أرغفة الخبز بارزة من منتصف أحد الجوانب، بحسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، وإحدى الطرق المتبعة لضمان تقديم القرابين بشكل مستمر هى نحت تمثيلات للطعام والشراب و"صيغ القرابين" على المائدة نفسها، مما يجعل المائدة عامرة إلى الأبد.
يأتى هذا المثال من معبد الكرنك وينتمى إلى واحد من أقوى ملوك الأسرة الثامنة عشرة وهو الملك المحارب العظيم تحتمس الثالث. على الجوانب الأمامية للمائدة، توجد صور للملك راكعًا وهو يقدم أوعية مليئة بأحد السوائل، وعلى السطح العلوى، بدلاً من العناصر المنحوتة من الطعام والشراب، يوجد أربعون ثقبًا للقرابين. وقد نقشت ألقاب الملك على الجزء البارز من المائدة، وتُزيّنت الجوانب بعقد إيزيس وأعمدة الجد والتى تمثل الحماية والاستقرار.
تم اكتشاف القطعة التى نحن بصددها فى الأقصر، معبد الكرنك، مقصورة آمون، الفناء الأوسط، وتعود لعصر الدولة الحديثة، الأسرة 18، تحتمس الثالث (حوالى 1497-1425 ق.م)، وهى مصنوعة من الجرانيت، وتعرض الآن فى متحف الغردقة.
