الحديث عن السحر لا يتوقف فى أفريقيا، مجتمعاتنا تتعامل معه بأنه حقيقة تامة لا تقبل التشكيك، وفى ظنى أن كل المجتمعات بها شيء من هذا القبيل، لكن فى أفريقيا الأمر متسع ويشمل مناحى الحياة والدين ومباريات كرة القدم.
السحر والحياة فى أفريقيا
والمعتقدات فى السحر وقوى التنجيم منتشرة فى أفريقيا، مثلا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتهم آلاف الأطفال بالسحر، وبأنهم السبب فى المصاعب الاقتصادية التى تحل على المجتمعات والصراعات الدائرة بين الفئات المختلفة والتشرد والتفكك الأسري.
وفى الماضى فى مدينة جوما بالكونجو، كان هناك العديد من حالات القتل، كان يتم رجم الطفل حتى الموت، أو حرقه وهو على قيد الحياة، ولم يكن أحد يتمكن من الدفاع عنه، إذا دافع أحد عنه، كان يتهم أيضا بأنه ساحر، ويقتل.
السحر والدين فى أفريقيا
على الرغم من انتشار المسيحية والإسلام فى أفريقيا وبنسبة كبيرة، إلا أن بعض المعتقدات القديمة لا تزال موجودة ومنتشرة، ومن ذلك ما يتعلق بالأسلاف سواء عبادة أو تقدييس، ولأن السحر كان له دور أساسى فى تفسير الظواهر الطبيعة قديما ولا يزال منعكسا على الكثير من المعتقدات الدينية لذا فى الكثير من العبادات، ومن هنا يحظى الساحر بمكانة مميزة فى المجتمعات الأفريقية.
ولعل من الملاحظات المهمة حاليا، أنه عندما بدأ علماء الأنثروبولوجيا الميدانية يستكشفون التقاليد السحرية فى أفريقيا؛ وجدوا تراجعا فى الانشغال بمسألة "السحر" وكل الأمور المتعلقة به، مع احتلال "العرافة والشعوذة صدارة المشهد.
السحر فى كرة القدم
تكاد لا تمر بطولة رياضية إلا ويظهر الحديث عن السحر، خاصة السحر الأسود، ولعلنا شاهدنا فى العديد من البطولات الأفريقية ظهور شخص يطلق عليه لقب ساحر، يكون متواجدا بين الجماهير، يمارس سحره الذى عادة لا يحقق أهدافه.
كذلك فإن محللى مباريات كرة القدم لا يتورعون فى نسب فوز أو هزيمة أحد الفرق الرياضية إلى السحر وخاصة السحر الأسود.
إن موضوع السحر الأسود فى كرة القدم هو السبب وراء كتابة هذا الموضوع الذى يكشف مستوى التفكير الذى لا نزال نعانى منه فى أفريقيا.