عامان مرا على إعلان مجموعة من علماء الفلك عن اكتشاف أول ثقب أسود قريب من الأرض في نظام النجوم يحمل اسم HR 6819 ويمكن رؤيته بالعين المجردة، وهي منطقة موجودة في الزمكان (الفضاء بأبعاده الأربعة) تتميز بجاذبية قوية جداً بحيث لا يمكن لأي شيء - ولا حتى الجسيمات أو موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء - الإفلات منها.
وبحسب ما ينشره موقع "علم الفلك والفضاء" أحد المواقع المهتمة بعلوم الفلك والكونيات، كان طرح فرضية إمكانية وجود مثل هذه الظاهرة هو اكتشاف رومر أن للضوء سرعة محددة، وهذا الاكتشاف طرح تساؤلاً وهو لماذا لا تزيد سرعة الضوء إلى سرعة أكبر؟ فسر ذلك على أنه قد تكون للجاذبية تأثير على الضوء، ومن هذا الاكتشاف كتب "جون مينشل" عام 1783 م، مقالاً أشار فيه إلى أنه قد يكون للنجم الكثيف المتراص جاذبية شديدة جدًا، حتى الضوء لا يمكنه الإفلات منها، فأى ضوء ينبعث من سطح النجم تعيده هذه الجاذبية.
ويوضح الموقع أن بعد ذلك أهملت هذه الأفكار، لأن النظرية الموجية للضوء كانت سائدة فى ذلك الوقت، وفى 1796م، أعاد العالم الفرنسى بيير سيمون لابلاس هذه الفكرة إلى الواجهة فى كتابه (بالفرنسية: Exposition du Système du Monde) (مقدمة عن النظام الكونى)، لكن معاصريه شككوا فى صحة الفكرة لهشاشتها النظرية.
ووفقا لما تذكره موسوعة "الشروق: المجلد الأول ص119" للعدد من المؤلفين، أن الفكرة الرئيسية للظاهرة تكونت عام 1798، عندما افترض لابلاس ونيوتن أن الضوء يتكون من جسيمات، وبمقتضى ذلك فإنه إذا تراكمت المادة يتكون من جسيمات، وبمقتضى ذلك فإنه إذا تراكمت المادة على نجم كالشمس مثلا فإن قوى الجاذبية تزداد على سطحه إلى أن تصبح سرعة الانفلات منه مساوية لشرعة الضوء.