منذ فجر التاريخ ارتبط الإنسان بمعدن الذهب، نظرًا لجاذبيته الخاصة الحالية، ولتوافر المعدن بكثرة في تلك الآونة فقد تم إدخاله قديما في صناعات عديده منها صناعة التماثيل الأثرية صغيره كانت أو كبيرة وصناعة الحلي والتوابيت وبعض الأدوات.
يشهد الذهب حالة من الارتفاع فى سعره خلال الأيام الحالية، وذلك وفقا للتقارير العالمية، ويتوقع الخبراء أنه سيشهد حالة من الارتفاع غير مسبوقة، حيث استقر سعر عيار 21 عند مستويات 1220 جنيها للجرام، وذلك بعد عدة تغيرات شهدها السوق في تداولات أمس الجمعة، ويتوقف التداول على الذهب عالميًا الأمر الذي يجعل أونصة الذهب مستقرة عند 1883 دولارا حتى يوم الإثنين.
الاقتصاد بشكل كبير مرتبط بالذهب، صك العملات في كل دول العالم له ارتباط وثيق بحجم احتياطي كل بلد من الذهب، المعدن الأصفر النفيس منذ فجر التاريخ عرف مكانته عند البشر كرمزا للفرح والحب، والعبادة والسعادة والخير.
الفراعنة
بحسب كتاب "مصر أصل الحضارة" لسلامة موسى، فإن تقديس الذهب عقيدة فرعونية، فهم كانوا أبناء الشمس أى أبناء رع، وكان يجرى فى عروقهم سائل الذهب الذى ورثوه عن رع، كما يذكر عالم الآثار المصرية الدكتور حسين عبد البصير، أن الفراعنة قدسوا اللون الذهبى الذى كان يرمز إلى لون أشعة الشمس، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن، وكانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية وارتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات.
العراق القديمة
كان يتم تقديم قرابين من الذهب، ضمن الطقوس الدينية فى بلاد الرافدين قديماً، حيث يتم تقديم نذور بهيئة مواد مثل (الذهب والفضة) أو حيوان إلى الإله فى محاولة البقاء على علاقة مقبولة مع الإله المعبود.
وكان الذهب فى الحضارتين السومرية والبابلية شيء ضرورى فى المظاهر السياسية والدينية الهامة بشكل خاص مثل، التيجان، الصولجانات، التماثيل الرمزية للآلهة والمحاربين الأبطال، أباريق الشراب وكؤوسها، وطقوس القرابين والنذور.
الإغريق
فى اليونانا القديمة، كان دفن الحاجيات الذهبية فى بعض الأحيان مع الموتى جزءاً من المراسيم المهمة فى الجنائز، ويُعدّ وجود هذه المادة النادرة والقيّمة فى قداديس الموتى، هى لأغراض التباهى وإثارة العجب، ولعل المثال الأكثر شهرة ما يسمّى قناع أغاممنون الذى عثر عليه فى ميسينا.
الحضارة الهندية
يعتبر الشعب الهندى من أشد الشعوب ولعا بالذهب، فهو بحسب معتقدات معظمهم، يرمز إلى الخير والبركة، وأفضل طريقة للاستثمار.
وللذهب حضورٌ فى كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية، فهو يقدم كقرابين للآلهة. كما يستخدم فى حفلات الزفاف التقليدية، التى تقتضى كسوة العروس بالحلى والمجوهرات، بشكل مفرط، أحيانا، فبريق هذه المصوغات يمثل مصدر ضمان لحياة الزوجة فى المستقبل باعتبار أن الذهب يرمز عندهم الى المكانة الاجتماعية وينشر السعادة والخير على الجميع، خاصة النساء.
حضارة الإنكا
أمّا حضارة الإنكا فى بيرو، أُعتبر الذهب هو عَرَق إله الشمس " إنتى Inti"، وكان يستخدم لتصنيع مختلف الأشياء ذات الأهمية الدينية، وخاصة الأقنعة وأقراص الشمس. فى كولومبيا القديمة كان الذهب مقدّساً أيضاً، فقد تمّ استخدامه دينياً على شكل مسحوق لتغطية جسم ملك المستقبل فى حفل التتويج الفخم الذى جُعل منه أسطورة " إل دورادو ـ الرجل الذهبى "، وذلك بسبب بريقه وارتباطه بالشمس.
شعب الآزتك
أعتبر الآزتك أنّ الذهب ذا منشأٍ إلهي، (حتى أنّهم أسموه حرفياً "براز الآلهة" teocuitlatl فى لغة ناواتل، وكان لصيت انتشار الذهب فى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية من أحد العوامل الذى دفع الأوروبيين لاكتشاف العالم الجديد، وخاصة مع الشائعات والأساطير التى وصفت ظهور الأمريكيين الأصليين بحلى ذهبية وفيرة، ووجود مدنٍ كاملةٍ من الذهب ("إل دورادو").
عند العرب قبل الإسلام
كذلك كان الذهب سيد المعادن وأنبلها وقد صاحب العرب عبر تاريخهم الطويل حيث عرفوا مزاياه وخواصه ومن ثم استخدموه فى عملاتهم وزينتهم وانعكس ذلك على مجالات عديدة فى حياتهم الاجتماعية فهو يمثل الشمس ويعد رمزًا للنور والذكاء والمعرفة والذهب يرتبط بالجمال والمثالية ويمثل عند بعض القبائل الخصوبة والثراء والسيطرة.