هناك قضايا ثقافية غير محسومة، متجددة، يكفى أن يكتب أحدهم دراسة أو مقالة أو حتى بوست على مواقع السوشيال ميديا حتى تندلع النار مرة أخرى وينشب الصراع ومن ذلك قضية شكل الشعر فى الثقافة العربية.
والمعارك الثقافية والأدبية قديمة، نذكر بعضها، ومن ذلك ما أطلق عليه الناقد أنور الجندى "معركة مفاهيم الأدب" وذلك فى كتابة المهم "المعارك الأدبية" وفيه:
أما معركة "مفاهيم الأدب" بدأت حول الأسلوب عام 1923 بين الرافعى وطه حسين ثم تناولت غاية الأدب، واتصلت بالأسلوب والمضمون، والفن للفن والفن للمجتمع، ومذهبى الأدب بين الرافعى والعقاد، والتراث القديم. والنقد والتتريظ، ومعارك مفاهيم اللغة.
وقد قامت هذه المعارك على أساس مهاجمة الأسلوب القديم المغرق فى السجع والمقدمات والألفاظ القاموسية، وحول غلبة العناية باللفظ على العناية بالمضمون.
وقد وقف شكيب أرسلان والرافعى فى صف الدفاع ووقف سلامة موسى وطه حسين فى صف الهجوم.
وكانت حجة المدافعين حماية اللغة العربية من أعجمية العامية التى كانت هدف الدعوة التى أثيرت واستشرت، غير أن المعركة انكشفت عن تقارب فى الأساليب وهو ما أطلق عليه الأسلوب التلغرافي.
وجرى مثل هذا فى مفهوم الشعر، فكانت معركة أنصار الرافعى وأنصار العقاد، وكانت دعوة العقاد والمازنى وشكرى قد بدأت منذ العشرينات من هذا القرن، ثم انفصل شكرى الذى هاجم زميله المازنى فى أول كتاب للمذهب وهو "الديوان" ثم تنكر المازنى لشعره ووقف العقاد وحده يدافع عن الشعر الجديد وتصدى له الرافعى فى هجوم عنيف.
ثم كانت معارك تجديد اللغة بإحياء الألفاظ القاموسية التى تسد حاجة الحضارة وقد نشبت بين أحمد زكى باشا ومحمود مسعود وكان لها طابع العنف.