استقرت الأمور لهارون الرشيد، فى الخلافة، حتى أنه اختار ابنه محمد، ولى للعهد ولقبه بالأمين، ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة، فما الذى يقوله التراث الإسلامي.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة من الهجرة":
فيها: وقعت عصبية بالشام وتخبيط من أهلها.
وفيها: استقضى الرشيد يوسف بن القاضى أبى يوسف وأبوه حي.
وفيها: غزا الصائفة عبد الملك بن صالح فدخل بلاد الروم.
وفيها: حج بالناس الرشيد، فلما اقترب من مكة بلغه أن فيها وباء فلم يدخل مكة حتى كان وقت الوقوف وقف ثم جاء المزدلفة ثم منى ثم دخل مكة فطاف وسعى ثم ارتحل ولم ينزل بها.
ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائة
فيها: أخذ الرشيد بولاية العهد من بعده لولده محمد بن زبيدة وسماه: الأمين، وعمره إذ ذاك خمس سنين، فقال فى ذلك سلم الخاسر:
قد وفق الله الخليفة إذ بنى * بيت الخلافة للهجان الأزهر
فهو الخليفة عن أبيه وجده * شهدا عليه بمنظر وبمخبر
قد بايع الثقلان فى مهد الهدى * لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر
وقد كان الرشيد يتوسم النجابة والرجاحة فى عبد الله المأمون، ويقول: والله إن فيه حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة نفس الهادي، ولو شئت أن أقول الرابعة منى لقلت، وإنى لأقدم محمد بن زبيدة وإنى لأعلم أنه متبع هواه ولكن لا أستطيع غير ذلك.
ثم أنشأ يقول:
لقد بان وجه الرأى لى غير أننى * غلبت على الأمر الذى كان أحزما
وكيف يرد الدر فى الضرع بعدما * نوزع حتى صار نهبا مقسما
أخاف التواء الأمر بعد استوائه * وأن ينقض الأمر الذى كان أبرما
وغزا الصائفة عبد الملك بن صالح، فى قول الواقدي.
وحج بالناس الرشيد.
وفيها: سار يحيى بن عبد الله بن حسن إلى الديلم وتحرك هناك.