لقد سرد الكاتب والروائى الكبير جمال الغيطانى الكثير من الحكايات التى تتعلق بصداقته القوية مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، فمنها ما يتعلق بقصة بداية الصداقة وأخرى مواقف وأحاديث دارت بين صاحب نوبل والغيطانى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 9 مايو من عام 1945م، وهو روائى وصحفى ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية، لعدة سنوات.
أولا عن بداية الصداقة بين الروائى العالمى نجيب محفوظ والغيطانى فبدأت عندما استوقف الأخير صاحب نوبل فى ميادن العتبة، فيقول الغيطانى عن تلك اللحظة : إنه ذات يوم كنت أقف بالقرب من ميدان العتبة، وكان عندى وقتها 14 عاما، ورأيت نجيب محفوظ يمر من أمامى فاستوقفته وسلمت عليه، وعرفته بنفسى، ودعانى فى كازينو الأوبرا وهو عبارة عن قهوة، ووقتها أجلس على القهوة وكانت الجلوس عليها وقتها مرتبط فى "ذهنى" بالفساد، بالإضافة إلى أن هذا المقهى يعلوه ملهى ليلى، ومن هنا بدأت علاقاتى بنجيب محفوظ إلى أن توفى، لدرجة أننى أقدم صديق له، مضيفاً أرفض أن يقال عنى كبير وعالمى، لأن من ينطبق عليه ذلك واحد فقط وهو نجيب محفوظ.
ومن إحدى المواقف التى ذكرها الغيطانى خلال حياته مع الروائى الكبير نجيب محفوظ فقال الغيطانى: ذات يوم سألنى نجيب محفوظ عن سبب حزنى، فقولت له لم أكتب منذ شهر، فقال تقرأ، قلت أقرا كثيراً، فرد على قائلاً: "أطمن على نفسك القراءة مثل الكتابة"، مضيفاً كان أشهر واحد يصنع نكت وكان يتمتع بسرعة البديهة.
نبذة عن حياة الكاتب الكبير جمال الغيطانى.. ولد الغيطانى فى بمحافظة سوهاج، تخرج من مدرسة العباسية الثانوية الفنية التى درس بها فن تصميم السجاد الشرقى وصباغة الألوان، وتخرج عام 1962، واستبدل الغيطانى عمله فى عام 1969 ليصبح مراسلا حربيا فى جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفى عام 1974 انتقل للعمل فى قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما فى 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبى بأخبار اليوم، قام الغيطانى بتأسيس جريدة أخبار الأدب فى عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير.
حاز "الغيطانى" على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها "جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، جائزة سلطان بن على العويس، عام 1997، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسى من طبقة فارس عام 1987، وجائزة لورباتليو لأفضل عمل أدبى مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان فى 19 نوفمبر 2005، بالإضافة لجائزة الدولة التقديرية (مصر) عام 2007 والتى رشحته لها جامعة سوهاج، وتشرفت الجائزة بقيمة الكاتب الكبير، كما حصل على جائزة النيل عام 2014