توفى الليث بن سعد، إمام أهل مصر، فى سنة 175 هجرية، فكيف كانت حياته، وما الذى يقوله التراث الإسلامى عن مكانته؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى مولاهم"
قال ابن خلكان: كان مولى قيس بن رفاعة وهو مولى عبد الرحمن بن مسافر الفهمي، كان الليث إمام الديار المصرية بلا مدافعة، وولد بقرقشندة من بلاد مصر سنة أربع وتسعين.
وكانت وفاته فى شعبان من هذه السنة (175 هجرية) ونشأ بالديار المصرية.
وقال ابن خلكان: أصله من قلقشندة.
وحكى عن بعضهم أنه كان جيد الذهن، وأنه ولى القضاء بمصر فلم يحمدوا ذهنه بعد ذلك، ولد سنة أربع وعشرين ومائة، وذلك غريب جدا.
وذكروا أنه كان يدخله من ملكه فى كل سنة خمسة آلاف دينار.
وقال آخرون: كان يدخله من الغلة فى كل سنة ثمانون ألف دينار، وما وجبت عليه زكاة، وكان إماما فى الفقه والحديث والعربية.
قال الشافعي: كان الليث أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه.
وبعث إليه مالك يستهديه شيئا من العصفر لأجل جهاز ابنته، فبعث إليه بثلاثين حملا، فاستعمل منه مالك حاجته وباع منه بخمسمائة دينار، وبقيت عنده منه بقية.
وحج مرة فأهدى له مالك طبقا فيه رطب فرد الطبق وفيه ألف دينار.
وكان يهب للرجل من أصحابه من العلماء الألف دينار وما يقارب ذلك.
وكان يخرج إلى الإسكندرية فى البحر هو وأصحابه فى مركب ومطبخه فى مركب.
ومناقبه كثيرةٌ جدا.
وحكى ابن خلكان: أنه سمع قائلا يقول يوم مات الليث:
ذهب الليث فلا ليث لكم * ومضى العلم غريبا وقبر
فالتفتوا فلم يروا أحدا.