تمر اليوم الذكرى الـ 85 على رحيل الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعى، الذى رحل فى 10 مايو عام 1937، عن عمر ناهز حينها 57 عاما، وهو من مواليد قرية بهتيم (إحدى أحياء شبرا الخيمة الحالية) بمحافظة القليوبية فى 1 يناير 1880.
لقد كان ناقداً لا يعرف المداراة ولا يصطنع الأدب في نضال خصومه، وكانت فيه غيرة واعتداد بالنفس، وكان لا يقدر على أن يسكت على ما يراه غير صحيح، لذلك فللرافعي معارك أدبية عديدة مع أدباء أعلام منهم المنفلوطي وغيره، ولكن أشهر معاركه الأدبية كانت مع العقاد وطه حسين.
وكان موقف الرافعى من الكتابة والشعر، ومن بعض الأدباء، سببا فى دخوله معارك كبيرة واسعة مع عدد من الأدباء، منها معركته مع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وعدد كبير من الأدباء.
فبحسب كتاب "من روائع الرافعى"، فإن المعركة بدأت عند صدور كتاب الرافعى "تاريخ آداب العربية" وانتقده الدكتور طه حسين عام 1912، واشتدت المعركة حين أصدر الرافعى كتابه "رسائل الأحزان"، وانتقده أيضًا الدكتور طه حسين بشدة قائلا: "إن كل جملة من جمل هذا الكتاب تبعث فى نفسى شعورا قويا مؤلما بأن الكاتب يلدها ولادة وهو يقاسى من هذه الولادة ما تقاسى الأم من آلام الوضع".
فرد عليه الرافعى يتحداه بأن يكتب مثل هذه الرسائل خلال ستة وعشرين شهرا وقد حمى وطيس المعركة عندما أصدر الدكتور طه كتابه "فى الشعر الجاهلى" وهنا برز الرافعى لطه حسين مفندا حججه وشكوكه فى مقالات بلغت العشرين، وكان من نتائج تلك المعركة أن أخرج طه حسين روائع كتبه الإسلامية مثل "على هامش السيرة، الواعد الحق، الشيخان" وغيرها.
ومدح الزعيم سعد زغلول كتاب "‘إعجاز القرآن" للرافعى، بقوله "تنزيل مع التنزيل، او قبس من نور الذكر الحكيم"، لكن هذا المدح لم يأت على هوى الأديب الكبير عباس محمود العقاد، فاتهمه بأنه واضع هذه الإشادة لا الزعيم، وكان هذا الاتهام شرارة فى بدء المعركة بينهما، وقدر رد الرافعى على اتهامه مرجعا ذلك بسبب الغيرة والحقد.
وبعدها حدثت أزمة النقد الشديد للنشيد القومى الذى كتبه أمير الشعراء أحمد شوقى، وكال كلا الأديبين نقدا النشيد، فاتهم العقاد الرافعى بسرقة كتابته النقدية، ثم أبدى العقاد رأيه فى كتاب "إعجاز القرآن"، فهب الرافعى وكتب مقالات لاذعة فى نقد العقاد نشرها عام 1929 ثم جمعها فى كتابه "على السفود". فيما يذهب البعض بأن العقاد والرافعى تبارزوا من أجل إخفاء حب كلا منهم للأديبة الراحلة مى زيادة.
كان أحمد لطفى السيد يحمل على عاتقه مسئولية الدعوة إلى تمصير اللغة، أى إحلال اللهجة المصرية محل العربية الفصحى، وذلك بداية من عام 1913، وكان مذهبه أنه رغم أن اللغة الفصحى واسعة فى القاموس ومخصبة فى المعانى والمسميات القديمة، فإنها ضيقة فى الاستعمال، وغير مجدية فى المعانى الجديدة والاصطلاحات العلمية، وقاوم الرافعى هذه الدعوة، وكان دفاعه يرتكز على أساس أن القضاء على اللغة قضاء على الحضارة والدين الإسلامى.