صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، ضمن سلسلة الثقافة الشعبية، "سيرة الظاهر بيبرس الجزء الثاني"، لبيرم التونسي، تحرير سيد مهدي عنبة، ومراجعة وتقديم الدكتور عبد الرحمن حجازي، حيث جاء الكتاب فى 468 صفحة من القطع المتوسط.
الظاهر بيبرس شخصية تاريخية عظيمة، وبطل من أبطال التاريخ الإسلامي، من النادر أن تتكرر بطولاته فى التاريخ الإنساني، فقد جمع بين البراعة العسكرية، والدهاء السياسي، والحنكة الإدارية، وقد انبهر به معاصروه، ودارت حوله الحكايات الأسطورية، فابتدع له الوجدان الشعبي ما يطلق عليه "السيرة الظاهرية"، وهي قراءة شعبية لتاريخ هذا البطل والعصر الذي عاش فيه، وقد حرص الناس على التغني بهذه السيرة التي لا يعرف لها مؤلف – وما زالوا يحنون لسماعها.
وفي عام 1960 أعاد الشاعر الكبير بيرم التونسي صياغة السيرة الظاهرية بشكل عصري، وضمنها مجموعة هائلة من الأشعار والأزجال ضمن السياق الدرامي للأحداث، وقدمتها الإذاعة المصرية فى حلقات مسلسلة على جزأين. وقد تم تفريغ هذه الحلقات، ثم إعادة تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يعالج مرحلة معينة من حياة البطل الظاهر بيبرس؛ حيث يأتي الجزء الأول باسم "نشأة البطل"، والجزء الثاني "فارس الفرسان"، أما الجزء الثالث والأخير فهو بعنوان "بيبرس السلطان".
ويقول بيرم التونسي فى مذكراته عن إذاعة حلقات مسلسله "الظاهر بيبرس":"الذي كان له الفضل فى إعادة إذاعتها، واستكمال حلقاتها، هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر ألا تنقطع حلقاتها.. وعسى أن يمتد بي الأجل حتى أقوم باستكمال حلقات هذه الرواية.. وبهذا تنتهي حياتي مكافحا كما بدات مكافحا، إذ لا انتوي أن أقوم بعدها بأي عمل إلى أن الاقي ربا كريما.. والحمد لله الذي وفقني إلى ما وفقني إليه".