أنور وجدي، لم يكن مجرد ممثل وسيم أو دنجوان من دنجوانات السينما المصرية، لكنه كان صانع محتوى فني بامتياز، ومكتشف للمواهب الفنية، ورائد من رواد السينما المصرية في عصرها الأول، لكن الموت أنهى تلك الرحلة الفنية مبكرا، لتنتهى مسيرة واحد من عظماء السينما في مصر والعالم العربى مبكرا.
في 14 مايو عام 1955، تلقى المصريون ومحبو السينما المصرية، خبر وفاة الفنان الكبير أنور وجدي، بعد رحلة علاجية في باريس بصبحة زوجته الفنانة الشابة ليلى فوزي، ورغم إجراء أكثر من عملية ناجحة إلا أنه رحل بشكل مفاجئ.
الصحف المصرية تناولت الخبر، وتصدر عناوين خبر الوفاة الصحف والمجلات الفنية، وكان العنوان الرئيسى حينها لخبر وفاة الفنان الراحل: "أنور وجدي يموت بعد أن تجدد آمله في الحياة" وتبعته عناوين فرعية جاء فيها: "ليلى فوزي تصحب جثمانه إلى مصر بالطائرة يوم الأربعاء" وفى عنوان آخر: "يعرض ثلاث أرباع ثروته على طبيب إذا أنقذ حياته".
لم يكن يتخيل الفنانون في الوسط الفني النهاية المؤلمة التي أنهت حياة الفنان الراحل أنور وجدي، فبعد أن كون ثروة طائلة بلغت نصف مليون جنيه، وبعد سفره لقضاء شهر العسل في السويد بصحبة زوجته الفنانة ليلى فوزي، أصيب أثناء شهر العسل بالعديد من الأمراض، منها سرطان المعدة، كما أصيب بالعمى بعد وصوله بثلاثة أيام، إلى أن توفى في الرابع عشر من مايو عام 1955، وكان عمره حينها 44 عاماً، وعاد إلى مصر في صندوق خشبي بصحبة زوجته ليلى فوزي.
استقبل الجثمان في مطار القاهرة الدولي، حشد كبير من الفنانين الذين أتوا لتوديع الفنان الراحل، بعدها وصل الجثمان إلى عمارته في باب اللوق، وبات ليلة كاملة في مدخل العمارة، ولم يكن معه سوى السكرتير الخاص به، في تلك الأثناء كان المنشد الديني محمد الكحلاوي ذهب ليجده في صندوق خشبي، وأصر حينها على فتح الصندوق للتأكد من جثمان الفنان الراحل، بحسب ما أكده الماكيير محمد عشوب.
وبالفعل فتح الكحلاوي الصندوق ليجد الفنان الراحل ملفوفاً في قطع من الشاش، هنا أصر الكحلاوي على اصطحابه لمسجد عمر مكرم وتغسيله وتكفينه من جديد قبل الصلاة عليه، وقام بشراء كفن جديد له. وتم تشيع الجثمان إلى مثواه الأخير من مسجد عمر مكرم بالتحرير في وسط القاهرة، وسط عدد كبير من الفنانين والفنانات، ومعجبيه في مشهد حزين، وأقيم العزاء في فيلته الخاصة بمنطقة الزمالك.