في شهر مايو سنة 884م، رحل الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، ومؤسس العاصمة الإسلامية الثالثة في البلاد مدينة القطائع، ومرت على مصر الإسلامية 4 عواصم بدأت بالفسطاط التي أسسها القائد عمرو بن العاص لتكون مركز الحكم الإسلامي في البلاد وأفريقيا، وانتهت بالقاهرة العاصمة الحالية للبلاد.
ووفقا للكاتب الصحفى والمؤرخ الراحل عباس طرابيلى، فأن القاهرة قامت على أطلال 3 مدن قبلها هى الفسطاط ثم العسكر ثم القطائع، إلى أن انضمت إليها القاهرة، ولذلك يرى كل المصريين أن القاهرة هى مدينة العواصم، ولذلك يطلق عليها مدينة المدائن.
الفسطاط
أقام عاصمته الإسلامية الأولى (الفسطاط) بالقرب من حصن بابليون (منطقة مصر القديمة حاليا)، والمعروف أن نشأة الفسطاط كان على غرار المدن التي ينشأها سكان البادية، فكانت أشبه بالحضر البدوي وكانت تشبه تخطيط المدينة المنورة؛ حيث بنى فيها الأمير الفاتح عمرو بن العاص مسجده الجامع الذي عرف بجامع عمرو، وحدد مخططوها مواقع لكل قبيلة من تلك القبائل التي شاركت في الفتح واستوطنت مصر، والذين عرفوا فيما بعد بأهل مصر.
العسكر
فى عصر الدولة العباسية تم بناء مدينة العسكر لتصبح عاصمة لمصر الإسلامية لمدة 118 عامًا، أى 868م، وقد بناها القائد صالح بن على ليقيم فيها جيشه، وهكذا نرى مدينة العسكر شمال العاصمة الإسلامية الأولى «الفسطاط» وعلى بعد كيلو متر واحد غرب الفسطاط إلى حى السيدة زينب الحالى، أى كانت بين حى المدابغ عند سور مجرى العيون وحي زين العابدين.
القطائع
ثم كانت مدينة القطائع هى العاصمة الثالثة لمصر الإسلامية، وأنشأها أحمد بن طولون عندما قرر الانفصال عن الدولة العباسية، وكان موقعها شمال شرق العسكر، وذلك عام 256هـ ولم تزد مساحتها على كيلو مترين مربعين، أى من الجبل إلى الجامع، والجبل هنا هو جبل يشكر، والجامع هو جامع ابن طولون، وكانت تقع بين ميدان القلعة الحالى ومشهد زين العابدين، ولم يبق منها سوى أطلال يتوسطها مسجد ابن طولون.
القاهرة
بعد مرور 100 عام على إنشاء "القطائع" بنى جوهر الصقلى القاهرة لتصبح عاصمة للدولة الفاطمية، ووضع أساسها يوم 5 يوليو 969م- 17 شعبان 358هـ، وعلى مساحة 340 فدانًا.. وأيضًا كانت بعيدة عن النيل، وكانت مساحة القطائع 800 فدان فقط، من المقطم إلى الخليج المصرى، وظلت القطائع عاصمة لمصر لمدة 39 عامًا.
وعندما انتهت الدولة العبيدية الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي سنة (567هـ=1171م) وبدأ عهد الدولة الأيوبية حدث تطور كبير في القاهرة، فبعد أن كانت المدينة خاصّة للخلفاء أباحها صلاح الدين لعموم المصريين، وأنشأ فيها قلعة الجبل، كما بنى سورًا جديدًا لها (572هـ=1176م).
وظلت القاهرة هي العاصمة الوحيدة لمصر في العصور المختلفة التالية للدولة الأيوبية كالمملوكية والعثمانية وعهد أسرة محمد على في العصر الحديث وحتى يومنا هذا.