تمر اليوم الذكرى الـ 67 على تأسيس حلف وارسو، وهو منظمة معاهدة وارسو، التي عُرفت رسميًا بمعاهدة الصداقة والتعاون والمعونة المشتركة، وبشكل عام بحلف وارسو، معاهدة أمن مشترك وقعت في وارسو عاصمة بولندا بين الاتحاد السوفييتي وسبع جمهوريات اشتراكية أخرى من الكتلة الشرقية في مايو من عام 1955 خلال الحرب الباردة.
تشكَّل "حلف وارسو" عام 1955 كرد فعل على قرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين إدراج ألمانيا الغربية ضمن منظومة "حلف شمال الأطلسى"، الذي يعرف اختصاراً باسم "ناتو"، وتم تشكيل الناتو عام 1949 بوصفه تحالفاً عسكرياً بين الولايات المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية لمواجهة التهديد التوسعى البرى الداهم للسوفيات على أبواب أوروبا الغربية.
ففى عام 1954، صوت الناتو لصالح قبول ألمانيا الغربية، التي سمح بإعادة تسليحها، عضواً في الحلف، ما حدا بموسكو إلى الرد عن طريق تشكيل "حلف وارسو"، الذي ضم في عضويته التأسيسية: الاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية وبولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، وألبانيا التي انسحبت لاحقاً عام 1968. وفي عام 1963، سعت منغوليا للانضمام إلى حلف وارسو، لكنها حصلت على وضعية "عضو مراقب" إثر ضغوط سياسية مارستها الصين التي أرادت إبقاء جارتها الشمالية في وضع حياديّ. لكن السوفيات ما لبثوا أن نشروا قواتهم في وقت لاحق عام 1966 في هذه الدولة الآسيوية.
بدأ حلف الـ"ناتو" بالتوسّع شرقاً وجنوباً قبل عقدين ونيف وقد ضمّ إلى صفوفه دول أوروبا الشرقية، التي كانت ضمن منظومة يقودها الاتحاد السوفييتي سابقاً، ففي العام 1999 انضمت المجر إلى الحلف معها وبولندا وجمهورية التشيك. وفي العام 2004 انضمت بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.
وفي العام 2009، وافق الحلف على انضمام ألبانيا وكرواتيا، وفي العام 2017 انضم الجبل الأسود وفي العام 2020، انضمت مقدونيا الشمالية، فيما تم إدراج 3 دول هي جورجيا والبوسنة والهرسك وأوكرانيا ضمن قائمة الدول الراغبة بالإنضمام للحلف.
وتنتشر قواتٌ أطلسية متعددة الجنسيات في دول البلطيق وبولندا منذ العام 2017، وتضمّ 7 آلاف جندي يتوزعون على كل من: إستونيا (800 جندي) ولاتفيا (1200 جندي) وليتوانيا (1200 جندي) وبولندا (4 آلاف جندي)، وتقود تلك القوات بالتناوب، المملكة المتحدة وكندا وألمانيا والولايات المتحدة، وأكد الحلف أن تلك القوات "قوية ومستعدّة للقتال".