أثار تمثال أبو الهول جدلا كبير منذ أن انتشرت صورة له مغمض العينين، وهى بالطبع صورة فوتوشوب، لكن الناس استقبلوها بالتعليقات الجادة والهزلية، ما بين زاعم بأن هناك حدثا عظيما سوف يقع، وما بين ساخر يقول من حقه الاستراحة بعد آلاف السنوات مستيقظا.
وقد كان أبو الهول منذ قديم الزمان مثيرا للتأمل منذ قديم، حيث يقول المؤرخ عبد اللطيف البغدادى فى كتابه (الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر) يقول:
وعند هذه الأهرام بأكثر من غلوة (مقدار رمى السهم) صورة رأس وعنق بارزة من الأرض فى غاية العظم يسميه الناس أبا الهول
ويزعمون أن جثته مدفونة تحت الأرض ويقتضى المقياس أن تكون جثته بالنسبة إلى رأسه سبعين زراعا، وفى وجهه حمرة ودهان أحمر يلمع عليه رونق الطلاوة، وهو حسن الصورة مقبولها، عليه مسحة بهاء وجمال، كأنه يضحك مبتسماً.
وسألنى بعض الفضلاء ما أعجب ما رأيت؟ فقلت تناسب وجه أبى الهول فإن أعضاء وجهه كالأنف والعين والأذن متناسبة، كما تصنع الطبيعة الصور متناسبة.
فإن أنف الطفل مثلا مناسب له وهو حسن به حتى لو كان ذلك الأنف لرجل كان مشوها به، وكذلك لو كان أنف الرجل للصبى لتشوهت صورته وعلى هذا سائر الأعضاء فكل عضو ينبغى أن يكون على مقدار وهيئة، بالقياس إلى تلك الصورة وعلى نسبتها.
فإن لم توجد المناسبة تشوهت الصورة. والعجب من مصوره كيف قدر أن يحفظ نظام التناسب فى الأعضاء مع عظمها وأنه ليس فى أعمال الطبيعة ما يحاكيه وينقله.