اشتعلت منصات التواصل الاجتماعى بسبب نشر صور لـ"أبو الهول" وهو مغمض العينين وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا ليس فى مصر فقط بل والعالم، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة تاريخ تمثال أبو الهول.
المعروف أن تمثال أبو الهول الرابض فى صحراء الجيزة، شاخصًا للأمام معطيًا ظهره للأهرامات الثلاثة يرجع إلى نحو 2500 ق.م وأنه ظل تحت الرمال حتى عام 1939 لا يظهر منه سوى رأسه حتى بدأت عمليات الكشف عنه، وحين أزالوا الرمال عنه لم يجدوا عليه أية نقوش تشير إلى صانعه أو إلى عُمره.
ويعد تمثال أبو الهول من أعظم التماثيل التى قام المصريون القدماء ببنائها، ويبلغ طول جسم التمثال المنحوت على هيئة جسم أسد حوالى 73،5 متر، بما فى ذلك طول رجلى التمثال الأماميتين 15 متر، أما عرض هذا التمثال فيبلغ حوالى 19.3 م، ويصل ارتفاع التمثال من سطح الأرض حتى الوصول إلى قمة رأس التمثال ما يقدر بحوالى 20 متراً.
ويوضح الباحث الأثرى وخبير علم المصريات على أبو دشيش، أن تمثال أبو الهول يوجد به أربعة أنفاق، حيث يوجد السرداب الأول أعلى ظهر التمثال، وكان قد قام بحفرة المهندس الفرنسي "بيرنج" عام 1937 خلف رأس أبو الهول، واستخدم بريمة للحفر وصل بها لعمق ثمانية أمتار داخل التمثال، ثم توقف عندما تعثرت البريمة، وحاول علاجها بوضع كمية من "البارود" داخل السرداب لتفجيره، ولكنه تراجع حتى لا يدمر هذا الأثر الفريد، وكان ذلك بحثاً عن كنوز داخل جسم التمثال".
وقام عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس بإعادة تنظيف هذا السرداب، مبينا أنه كان من أهم ما تم العثور عليه بداخله جزء من رداء الرأس الخاص بأبو الهول، منوها إلى أن السرداب الثاني يوجد بالجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، حيث تم إغلاقه بواسطة الأثري الفرنسي "بارثر"، فيما يقع السرداب الثالث خلف "لوحة الحلم"، حيث قام المغامر الإيطالي كافجليا في أوائل القرن التاسع عشر، بالحفر أسفل صدر أبو الهول حيث عثر على لوحة الحلم تغطي فجوة عمقها ثلاثة أمتار.
ويوجد السرداب الرابع عند مؤخرة أبو الهول ويدخل إلى جسم التمثال، ويفتح على مستوى الأرض بالجهة الشمالية للمؤخرة، ويلتف عند بداية الذيل، ويحيط بهذا السرداب بالذات تحذيرات تؤكد أن "لعنة الفراعنة" تحرسه، ويصل عمقه إلى 15 مترا، وتعود لوحة الحلم الموجودة في مقدمه التمثال لعصر الملك تحتمس الرابع، وتحكي قصة الحلم المسجلة على هذه اللوحة بالنقش الهيروغليفي تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النعاس في ظل تمثال أبو الهول، الذي زاره في منامه وبشره بأنه سيصبح ملكاً لمصر، وفي مقابل هذه البشرى طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي حاصرته ودفنت معظم جسمه، وتؤكد النقوش استخدام أبو الهول من قبل ملوك مصر في الدعاية السياسية، وتدعيم حكمهم بربط أنفسهم بأبو الهول، ويشير المنظر المصور أعلى اللوحة إلى تكريس تحتمس الرابع لعباده أبو الهول.