تمر اليوم الذكرى الـ 217 على تولى محمد علي باشا حكم مصر، ويعتبر حكمه علامة محورية في تاريخها حيث قام بتحديثها بعد القضاء على المماليك، ويؤسس لدولتها الحديثة، وأسرته "العلوية" التى استمرت فى الحكم أكثر من 140 عامًا، وفى ظل نشأة قاسية.
وبحسب كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى وإلى قبيل الوقت الحاضر" للدكتور سليم حسن وعمر الإسكندرى، وُلد محمد علي باشا ابن إبراهيم أغا من سلالة ألبانية ببلدة "قَوَلَة" أحد المواني الصغيرة التي على الحدود بين تراقية ومقدونية عام (1769م)، وهو العام الذي وُلد فيه "ولنجتون" القائد الإنجليزي العظيم "ونابليون" الفاتح الكبير، ولكلٍّ منهما أثر عظيم في تاريخ حياة المترجم.
توفي والده إبراهيم أغا وهو في سن الطفولة، فتولى أمره عمه "طوسون"، غير أن هذا وافته منيته بعد مدة وجيزة، فقام بأمر تربيته أحد أصدقاء والده، وقد تبنَّاه وعُني به حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، فتعلم طرفًا من الفروسية واللعب بالسيف، ثم زوَّجه إحدى قريباته، وكانت من ذوات اليسار. وخدم حاكم قولة، واكتسب رضاه بما كان يأتيه من ضروب المهارة والحذق في جباية الأموال من القرى المجاورة التي كانت لا تؤدي ما عليها إلا بالشدة واستعمال القوة الجبرية، وأعانته ثروة زوجته على الاتجار في الدخان، فاصطحب المسيو "ليون" أحد صغار التجار — ويغلب أنه كان وكيلًا لأحد المحال التجارية بمرسيليا مسقط رأسه — وشاركه في الاتجار في هذا الصنف، فلم تَعُدْ عليه هذه التجارة بالأرباح الطائلة، إلا أنه استفاد فائدة جمة من مرافقته للمسيو "ليون"؛ فاكتسب منه كثيرًا من العادات والآداب الفرنسية التي تركت في نفسه أثرًا عظيمًا، وساعدته مساعدة كبيرة في بقية أطوار حياته.
أعانته ثروة زوجته على الاتجار فى الدخان، فاصطحب المسيو "ليون" أحد صغار التجار، ويغلب أنه كان وكيلاً لأحد المحال التجارية بمراسيليا مسقط رأسة، وشاركه فى الاتجار فى هذا الصنف، فلم تعد عليه هذه التجارة بالأرباح الطائلة، إلا أنه استفاد فائدة جمة من مرافقته للمسيو "ليون"، فاكتسب منه كثيرًا من العادات والآداب الفرنسية التى تركت فى نفسه أثرًا عظيمًا، وساعدته مساعدة كبيرة فى بقية أطوار حياته.
وبحسب الكتاب سالف الذكر، بلغ محمد علي الثلاثين من عمره عام (1798م)، وكان لا يزال في مسقط رأسه بين أولاده الثلاثة: إبراهيم وطوسون وإسماعيل، وكانت تجارة الدخان لم تَعُدْ عليه بربح طائل؛ لذلك كان ميالًا للاحتراف بمهنة أخرى، فلم يلبث إلا قليلًا حتى دخل في طور جديد من أطوار حياته، والسبب في ذلك يرجع إلى الحملة الفرنسية على مصر.
وذلك أنه في (عام 1799م) أعلن الخليفة الحرب على الفرنسيين لغزوهم مصر، فأصدر الأوامر بجمع الجيوش من أنحاء الدولة، فجمع حاكم قولة "الشربجي" فرقة عددها 300 من الجنود المتطوعين —الباش بُزُق — بقيادة ابنه «علي أغا»، ورافق محمد علي هذه الفرقة وكيلًا له عليها، فتوجهت بطريق البحر إلى الدردنيل، ومن ثَمَّةَ انضمت إلى عامة الجيش في جزيرة رودس.