تمراليوم ذكرى تولى محمد على باشا حكم مصر فى سنة 1805 وقد أعاد للبلاد برونقها العالمى وصنع بها نهضة استحق أن يطلق عليه "بانى مصر الحديثة" وفى رأيى أن محمد على باشا أدار مصر على طريقة التاجر الذى يسعى للمكسب دائما.
تاجر تبغ فى قولة
تؤكد كتب التاريخ أن محمد على مارس تجارة التبغ فى فترة من حياته فى "قولة" باليونان، وعلى الرغم أن هذه التجارة لم تحقق له ما كان يتمناه من أرباح إلا أنه تعلم منها الكثير .
أفكار التاجر .. محمد على باشا فى مصر
كان محمد على باشا يؤمن بدور الاقتصاد فى بناء الدول، وكان يعرف جيدا أن قوة الدولة تتحقق من الصادرات وليس من الواردات، كما اهتم باقتصاد السوق، وأقام تجارة على طرق علمية، وأنشأ مصانع ضرورية تحركت بالبلد إلى الأمام.
بدأ محمد على باشا فى تكوين طبقة من المتعلمين تعليمًا عاليًا، كما اهتم بأمر البعثات العلمية، لأنه أراد التعرف على آخر الأفكار العلمية فى الغرب، والاستفادة منها فى بناء الدولة.
أنشأ العديد من المدارس كمدرسة المهندسخانة، ومدرسة الألسن، ومدرسة المحاسبة، ومدرسة الفنون والصنائع.
أنشأ أول مدرسة حربية بأسوان، والمدرسة العسكرية المصرية بباريس.
أنشأ مجلس الصحة، ومدرسة الطب، ومدرسة الصيدلة ومدرسة الولادة والممرضات، ومدرسة الطب بالقصر العيني، وبدأ التطعيم الإجباري
ألغى نظام الالتزام فى نظام حيازة الأرض الزراعية، وقام بتوزيعها على الفلاحين.
كثف زراعة القطن منذ عام 1821 حتى بدا تصديره من عام 1827 والذى حقق للدولة - صاحبة الاحتكار فى مجال التجارة الخارجية - دخولا هائلة ففى عام 1845 بلغ المحصول 424.995 من القنطار وهو ناتج 212.472 من ألفدان بزيادة وقدرها 400% خلال عشرين عاما، وكان يدخل مصانع الغزل المصرية من هذا المحصول 80.000 قنطار كحد أقصى ويبقى حوالى 344.995 قنطار للتصدير.
انقسمت الصناعات التى أدخلها إلى مصر إلى ثلاثة أقسام: الصناعات التجهيزية، والصناعات التحويلية، والصناعات الحربية.
أنشأ ديـوانًا مستقلًّا للتجـارة ثم أنشأ "ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنكية".
مهد العديد من الطرق البرية والموانئ مما ساعد على نجاح منظومة التجارة، وقام بإنشاء بنك الإسكندرية.
كل هذه الأفكار تدل على عقليته التجارية، التى كانت تطمح إلى المكسب، وبالتالى أجاد إدارة الأرض الزراعية والموانئ المصرية.