أسس عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش الدولة الأموية فى الأندلس عام 138 هـ، بعد أن فر من الشام إلى الأندلس فى رحلة طويلة استمرت ست سنوات، إثرسقوط الدولة الأموية فى دمشق عام 132 هـ، وتتبع العباسيون لأمراء بنى أمية وقتلهم.
المشهد الأول: الوصول لأفريقية
استطاع عبد الرحمن الداخل الوصول لإفريقية فى النهاية، ومعه أمواله التى وصلت عن طريق مواليه "بدر وسالم"، وعن طريق "بدر" استطاع الداخل أن يتواصل مع محبى الأمويين فى الأندلس ليستعيد نفوذ الأمويين هناك فى العاشر من ذى الحجة 138 هـ، حيث استطاع عبد الرحمن الداخل دخول الأندلس بعد تغلبه على واليها "يوسف بن عبد الرحمن الفهري" الحصول على البيعة وحكم الأندلس.
المشهد الثانى: مراسلة محبى الدولة الأموية
كان عبد الرحمن الداخل من الأمويين الذين فروا من بطش العباسيين وقرر أن يذهب إلى الأندلس؛ ليبدأ فى تأسيس دولته، فراسل كل الأمويين ومحبى الدولة الأموية فى كل مكان يعرض عليهم فكرته، وبدأ يستعد لدخول الأندلس، وواجهت عبد الرحمن الداخل صعوبات فى تأسيس دولته كأى دولة ناشئة، فتعرضت الدولة الأموية فى الأندلس فى عهد عبد الرحمن الداخل لعدد كبير من الثورات، تزيد على خمس وعشرين ثورة تغلّب عليها جميعها.
المشهد الثالث: إقامة الدولة الأموية بالأندلس
ويروى الذهبى فى سير أعلام النبلاء كيف استطاع عبد الرحمن الداخل أن يقيم دولة أموية جديدة بالأندلس بعد سقوط الأمويين، فيحكى كيف استطاع مولاه بدر أن يتجسس له ويعرف رأى الناس إذا وجدوا رجلا من بيت الخلافة هل يبايعونه أم لا، فحين رأى فيهم قبولًا لذلك أعلن عن شخصية سيده، عبد الرحمن بن معاوية فبايعه الناس، واستمر حاكمًا للأندلس ثلاث وثلاثين سنة، واستمر الملك فى نسله حوالى 400 عام.
ويقول الذهبى أن الداخل لم يلقب نفسه بالخليفة ولا أحدا من ذريته بل كان يقال لهم "الأمير" وأول من لقب بأمير المؤمنين منهم : الناصر لدين الله.
المشهد الرابع: خطبة شهيرة لجنوده
يروى أحمد زكى صفوت فى كتابه "جمهرة خطب العرب فى عصور العربية الزاهرة" خطبة عبد الرحمن الداخل لجنوده لما اشتد الكرب فى حربه مع يوسف الفهرى حاكم الأندلس فقال لجنوده: "هذا اليوم هو ما يبنى عليه إما ذل الدهر وإما عز الدهر فاصبروا ساعة فيما لا تشتهون تربحوا بها بقية أعماركم فيما تشتهون"، ولما أنحى أصحابه على أصحاب الفهرى بالقتل يوم هزيمتهم على قرطبة قال: "لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم واستبقوهم لأشد عداوة منهم"، مشيرًا إلى استبقائهم ليستعان بهم على أعداء الدين حسبما ذكر صفوت فى تعليقه على الخطبة.