مدار تاريخ الإنسانى تواجد عدد من الفرق العسكرية والجيوش غير النظامية التي ظهرت منافسة للجيوش الرسمية، وتحكموا فى مصائر الحكم مرات عديدة بخلع سلاطين وتنصيب سلاطين آخرين، وفى تاريخ الدول الإسلامية منذ العباسيين وحتى انهيار الدولةالعثمانية، حيث شاعوا الفوضى بعمليات السرقة والنهب التى قاموا بها فى الولايات الإسلامية ومن أبرز تلك العصابات النظامية.
تمر ذكرى قتل السلطان عثمان الثاني، على يد الإنكشارية وأدى ذلك إلى عودة السلطان الأسبق مصطفى الأول إلى عرش الدولة العثمانية.
الانشكارية
أطلق اسم الإنكشارية على طائفة عسكرية من المشاة العثمانيين، يشكلون تنظيمًا خاصًا، لهم ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم، وكانوا أقوى فرق الجيش العثماني وأكثرها نفوذًا، ولا يعرف على وجه الدقة واليقين وقت ظهور هذه الفرقة، فقد أرجعها بعض المؤرخين إلى عهد "أورخان الثانى" سنة (724هـ=1324م) على أن هذه الفرقة اكتسبت صفة الدوام والاستمرار فى عهد السلطان مراد الأول سنة (761هـ=1360م)، وكانت قبل ذلك تسرّح بمجرد الانتهاء من عملها.
كان هؤلاء الجنود ييتم اختيارهم في سن صغيرة معظمهم من أسرى الحروب أو اشتروا بالمال، وكانت الدولة تحرص على منع اتصال الإنكشارية بأقربائهم، وتفرض عليهم فى وقت السلم أن يعيشوا في الثكنات، التي لم تكن تحوى فقط أماكن النوم لضباطهم وجنودهم، بل كانت تضم المطابخ ومخازن الأسلحة والذخائر وكافة حاجاتهم المدنية.
الشراكسة
يعد الشراكسة - الذين يدين معظمهم بالديانة الإسلامية - أقدم الأمم المعروفة التي سكنت القوقاز الشمالي وقد اختلطوا بشعوب أخرى مما أدّى إلى ظهور فوارق لغوية بينهم، ووصلت مع تقدم الزمان إلى درجة كبيرة من الاختلاف رغم وحدة ثقافتهم الإسلامية واتحاد مصيرهم.
ويرتبط تاريخ الشركس بشكل وثيق بتاريخ الإمبراطورية العثمانية التي كانت تمثل أقوى كيان سياسي في أواخر القرون الوسطى وحتى القرون الجديدة. وعلى الرغم من أن الشركس لم يشكلوا قط جزءا من هذه الإمبراطورية، حيث اقتصرت العلاقات على المعاملات السياسية والاقتصادية والأسرية وغيرها من العلاقات، إلا أنهم حظوا بمكانة هامة. وفي هذا الإطار شكل أحفاد الشركس جزء هاما من الطبقة الحاكمة وحققوا نجاحات كبيرة في الخدمة العسكرية والإدارية. وفي هذا السياق ينتمي الجزء الأكبر من الشركس إلى شعب القوقاز وبالتحديد الأبخاز والجورجيون.
في سنة 1708، دفع الشركس إتاوة للسلطان العثماني لكي يصد غارات التتار، ولكن السلطان لم يف بالتزامه، وهجم التتار على طول شركيسيا حتى وسطها، ونهبوا كل ما طالته يداهم. لذلك السبب، أعلن الشركس الكبارديون أنهم لن يعاودوا دفع إتاوة لخان القرم والسلطان العثماني بعد ذلك. أرسل العثمانيون جيشهم المؤلف من 20 ألف رجل على الأقل إلى كبارديا بقيادة خان كابلان-جيري لإخضاع الشركس وأمروه بجمع الجزية. توقع العثمانيون نصرًا سهلًا أمام الكباردينيين، لكن الشركس فازوا بسبب الاستراتيجية التي وضعها كازانيكو جباغ.