نشر الشاعر العراقي الراحل مظفر النوابالذى وافته المنية أمس بأحد مستشفيات الإمارات قصيدة "الريل وحمد" في ديوان يحمل الاسم نفسه فوجد النقاد أنفسهم أمام نوع من الأدب الجديد المكتوب بالعامية، لكنه مختلف عن القصيدة العامية التقليدية أو الكلاسيكية حيث امتازت بلغة آسرة ومفردات جديدة، بل إن بعضها يستخدم لأول مرة، بعيدة عن الوصف المباشر، وهو ما استشهد به الشاعر سعدي يوسف لدى تقديمه الشاعر الراحل مظفر النواب في ندوة بديوان الكوفة جاليري في لندن أواسط التسعينيات، خصوصا قصيدته للريل وحمد.
وهنا المفارقة التي يذكرها الناقد والكاتب الدكتور حسين سرمك حسن في كتابه "الثورة النوابية" الصادر عن دار الينابيع في دمشق عام 2010 حيث يعتبر أن النواب كان "رائد الثورة العامية الحديثة في الشعر الشعبي".
يقول حسين سرمك حسن "في مجال الثورة النوابية كنّا أشبه بأناس اعتادوا أن يروا كلّ يوم بستاناً من الأدب العامي، ثم نمنا ذات ليلة واستيقظنا، فإذا بنا نجد غابة جديدة ساحرة قائمة بجوار البستان السابق، لم نألف مظهرها من قبل.. لا في شكل شجرها ولا ثمره ولا في تنظيم صفوفه، غابة آسرة وجدنا لغة طيورها فقط هي اللغة العامية".
ثم يستشهد في بيان اختلاف عامية النواب عن العامية السابقة التي ألفنا سماعها والتعامل بها أو معها، بهذه الصورة في ديوان مظفر النواب للريل وحمد حيث يقول: آنه يعجبني أدوّر عالكَمر بالغيم.. ما أحب الكَمر كلّش كَمر والقصيدة بعنوان زفة شناشيل.