رحل الفنان القدير سمير صبرى، بعد مسيرة فنية وإعلامية كبيرة، وبعد شهور من إطلاق مذكراته "حكايات العمر كله" الذى تركها وكأنه يودع العالم، ويترك حكايات كثيرة وكواليس مع نجوم الفن والأدب في مصر عبر حواراته ولقاءاته معاهم.
الفنان الكبير سمير صبرى، قدم لنا في كتابه "حكايات العمر كله" ذكرياته مع 36 شخصية متنوعة بين نجوم الفن ورجال السياسة والثقافة والصحافة، ساردًا رحلة عمر جمعته مع عظماء، لما قدموه من عطاء كلٍ فى مجاله عبر عقود من الزمن، كان من أبرزها موقفه مع الأديب الكبير توفيق الحكيم.
في مذكراته الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، تحت عنوان "حكايات العمر كله" يروي سمير صبري كيف دس الميكروفون تحت الترابيزة وأفهمه أنه لا يسجل، وذلك لأن توفيق الحكيم كان يرفض كل عروض الدنيا في عمل لقاء تليفزيوني.
يقول سمير صبري "في يوم كنا في احتفالية افتتاح مصنع الحديد والصلب وقابلته هناك، وطلبت من وزير الثقافة وقتها يوسف السباعي أن يساعدني في تسجيل الحوار، وأن يحضره لي في الصالون بعد جولتهما في المصنع.
وتابع صبري "في تلك الأثناء ركبنا الميكروفونات في المنضدة أمام الكرسي المقرر جلوس توفيق الحكيم عليه، ولما جه أستاذ توفيق قالي مش هعمل الحوار ورفض، فأنا استفزيته وسألته ليه بيقولوا عليك بخيل؟، ومبتضايفش حد عندك لما يزورك في مكتبك؟، فقال لي وليه ما تقلش إني مش فاتح المكتب كافيتريا للناس، واستمرت الأسئلة وسألته أنت ليه عدو المرأة؟، قال لي بالعكس أنا بحب المرأة، وأنا بقول كده لأن صوتي أجش وخشن ومش بيلفت انتباه الفتيات، فهما التفوا لي بتلك الطريقة، واستمرينا على ذلك المنوال.
وأشار سمير صبري إلى أن توفيق الحكيم غضب وتوعدني بالضرب حال أن رآني، وذلك عبر مكالمة لوزير الثقافة يوسف السباعي، أذيعت الحلقة وأحدثت دويًا كبيرًا، حتى إن أنيس منصور أبلغني أن الحكيم سيضربني بعصاه الشهيرة إن رآني، وبعد مرور شهر تقريبًا قابلت الحكيم في باريس، فقلت له: "متزعلش مني ده كان حلم بالنسبة لي إنك تكون في برنامجي"، فقال لي الحكيم:"أنا مش زعلان وأنت واد جن، بس عاوزك تعرف إن عدد المعجبين زاد وكل الستات قالولي كنت أحلى من سمير صبري.