يعد الفيلسوف القديم أفلاطون أبرز العقول فى عصور ما قبل الميلاد، ومن أشهر كتبه "الجمهورية" وحديثه عن المدينة الفاضلة، ويذهب كثير من المؤرخين إلى أن أفلاطون استفاد فى أفكاره من زيارته إلى مصر ولقائه مع كهنتها.
يقول كتاب "أفلاطون سيرته وفلسفته" لـ أحمد شمس الدين
بعد إعدام سقراط بدأت مرحلة جديدة من حياة أفلاطون فى عام 399 عندما قام بأسفار دامت اثنى عشر عاما. فارتحل فى بادئ الأمر إلى ميغارا حيث التقى هناك مع بعض إخوانه حول إقليدس الميغارى أحد تلامذة سقراط ومؤسس المذهب الميغارى. وإقليدس هذا هو الذى يصوره لنا أفلاطون راويا لمحاورة "ثيابيتوس" حيث دعا إقليدس غلامه وأمره بأن يقرأ ذلك الحوار الذى كان قد دونه أيام كان يلتقى بسقراط فى مدينة أثينا. مكث أفلاطون فى ميجارا نحو ثلاث سنين رحل بعدها إلى مصر حيث أمضى زمنا طويلا فى هليوبوليس القريبة من ممفيس المعروفة اليوم باسم عين شمس.
وقد أخذ عن كهنة عين شمس كما يذكر المؤرخون العلوم الرياضية والفلكية والمعارف التاريخية الشعبية، وأعجب إعجابا شديدا بالحضارة المصرية وباتصال التقاليد المستمرة وثباتها آلافا من السنين. وهذه التقاليد والأنظمة الثابتة هى التى نادى بها فيما بعد ودعا للسير على خطاها فى أثينا، وهى نفس التقاليد والنظم التى ظهرت فى أثينا فى العصور الغابرة.
ويظهر ذلك من خلال ما قاله أفلاطون فى محاورة "الطيماوس" على لسان الكاهن المصرى.
وبعد مصر ارتحل أفلاطون إلى قورينا، حيث تعرف هناك على عالمها الرياضى المشهور ثيودوروس، ودرس عليه الفلك والموسيقى.