كشف الكاتب الليبى محمد النعاس، الذى انضمت روايته "خبز على طاولة الخال ميلاد"، إلى سلسلة روايات البوكر، بعدما وصلت إلى القائمة القصيرة، فى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، أن فكرة الرواية التى جاءته من مثل شعبى، واجهتها تحديات أثناء الكتابة.
وأوضح الكاتب الليبى محمد النعاس، أنه على الرغم من كثرة الأمثال الشعبية فى ليبيا، إلا أنه لا يوجد إلا مثل وحيد يعبر عن الصورة التى ركز عليها فى روايته وفقا للمثل الشعبى "عيلة وخالها ميلاد".
كما أوضح محمد النعاس أن الموروث اللسانى فى ليبيا لا يحتفى إلا بصورة الرجل المثالي، فتارة هو الذى مات فى المعارك التاريخية، وتارة هو الذى يربى زوجته على يده، وتارة هو الديك المسيطر على دجاجاته، وهو الفارس الذى يكبح جماح زوجته، وهكذا تتوالى حتى يمكنك رسم صورة واضحة لذلك الرجل.
وقال محمد النعاس إن مثل "عيلة وخالها ميلاد" مثل وحيد كشخصية "ميلاد" نفسه، لا يرسم صورة حقيقية لهذه الشخصية لمن هم خارج السياق الليبي، فما الذى يفهمه قارئ تونسى أو مصرى أو إماراتى من هذا المثل إذا لم أقص له الحكاية كلها؟ لا شيء. ولهذا ظهرت قصة الرجل الواحد "ميلاد" بمساءلة لهذا المثل واستنطاقه قدر ما أمكن.
ولهذا، واجه محمد النعاس ثمة تحديات فى عالم الرواية، فمثلًا، شخصية ميلاد "خالًا" تعنى أنه يجب أن لا يكون له أخ، لأن العم فى العرف الليبى هو الذى يقوم مقام الأب لا الخال، ويأتى الخال فى المرتبة الثانية. وكان من المحتم أن تكون له أخوات لا أخت واحدة فقط، فالأخت الواحدة قد لا تؤثر فى حياته كما تفعل أربع، وكان عليه أن يكون الرجل الوحيد فى هذه العائلة المكونة من أمه وأخواته وزوجته، وكان على والده أن يموت مبكرا فى حياته،.
وأضاف محمد النعاس: ولأننى أعرف سياق المثل، كان على ميلاد أن يخرج بشخصية الرجل "الضعيف" وهذا يعنى أنه كان على أهله من النساء أن يحملن نزعات تحررية حتى لو لم يُصرحن بالأمر، وذلك بتأثيره نفى شخصيته وحياته واختياراته، وهكذا يمكن تشريح المثل وبناء الشخصية والقصة منه.
محمد النعاس قاص وكاتب صحفى ليبى من مواليد 1991. حصل على بكالورويس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014. صدر له "دم أزرق" مجموعة قصصية 2020. "خبز على طاولة الخال ميلاد" 2021 هى روايته الأولى.