ساعات قليلة تفصل عشاق الأدب، عن الإعلان بالرواية الفائزة بـ جائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة، التى سيتم الإعلان عنها مساء اليوم، الخميس، فى دورتها لعام 2022، ومن بين الروايات المنافسة فى القائمة القصيرة، رواية "كتب يعقوب" للكاتبة البولندية أولجا توكارتشوك، الفائزة بجائزة نوبل للآداب، وبجائزة البوكر الدولية من قبل عن رواية "الرحلات".
منذ أن أعلنت جائزة البوكر الدولية، المخصصة للرواية المترجمة من لغتها الأم إلى اللغة الإنجليزية، عن القائمة الطويلة، استشعر البعض أن وصول أولجا توكارتشوك، إلى القائمة القصيرة، ربما هو بمثابة موقف محرج للجائزة، لكونها فائزة بجائزة نوبل للآداب، وبالجائزة ذاتها من قبل، ناهيك عن أن الرواية المرشحة للفوز وهى "كتب يعقوب" سبق وأن فازت بعدة جوائز عالمية، وحققت مبيعات عالية منذ صدورها، وهو ما يعنى أن الرواية لا خلاف علي تميزها لكى يختلف أعضاء لجنة التحكيم عليها.
كتب يعقوب.. التى انضمت إلى سلسلة روايات البوكر، ونقلتها إلى اللغة الإنجليزية المترجمة جينيفر كروفت، تعود فيها أولجا توكارتشوك إلى عصر التنوير في أوروبا، وتحديدًا في منتصف القرن الثامن عشر، فعندما بدأت الأفكار الجديدة تكتسح القارة، وصل شاب يهودى من أصول غامضة إلى قرية في بولندا، لم يغير اسمه فحسب، بل تغيرت شخصيته أيضًا، فى محاولة منه إلى إعادة اكتشاف نفسه مرارًا وتكرارًا، ولهذا اعتنق الإسلام ثم الكاثوليكية، وتعرض للسخرية باعتباره زنديقًا ومقدسًا، وأثار الفوضى في النظام التقليدي بإشاعات فاضحة عن طقوس طائفته السرية وانتشار معتقداته المتزايدة.
ومن قبل فازت رواية "كتب يعقوب" بجائزة أفضل رواية أوروبية، والتى تمنحها Transfuge Magazine فى فرنسا، بعد ترجمة الرواية من اللغة البولندية إلى الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك، باعت الرواية 170 ألف نسخة حينما صدرت لأول مرة فى بولندا، وبعدها حصلت على جائزة نايكى، والمعروفة باسم "البوكر البولندى".
أولجا توكارتشوك التى تعد واحدة من أبرز الكتاب فى بولندا، وسبق وأن فازت بجائزة البوكر الدولية عن رواية "الرحلات" عام 2018، يتوقع البعض أنها ربما تكرر الفوز هذا العام، بحصولها على الجائزة لصالح رواية "كتب يعقوب"، وذلك لعدة أسباب، أولها رصيد الرواية نفسها من الشهرة والمبيعات، وثانيا وهو الأهم، شهرة الكاتبة نفسها التى حصلت على جائزة نوبل للآداب، ومن هنا يرى البعض أنه ربما تستشعر الجائزة بعض الحرج إذا ما أعلنت عن خروج الرواية من سباق المنافسة، سواء من القائمة القصيرة، أو عدم الفوز أيضا، لأنها ستجد نفسها أمام موقف محرج فى وسائل الإعلام الذى ينتقذ خروجها من المنافسة، أم أن الجائزة ستنحاز للحكم على الروايات فقط، دون النظر لأى اعتبارات أخرى.