حالة من القلق يعيشها البشر حول العالم خوفا من انتشار وباء جديد على غرار جائحة كورونا، حيث انتابت حالة من الذعر الكثير من دول العالم بعد الانتشار المحدود لمرض جدرى القرود بالعديد من دول العالم، وعقد منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا حول تفشى مرض جدري القرود.
والجدري واحد من أقدم الأوبئة على مدار التاريخ، هو مرض معدي ذو أصل فيروسي وشديد العدوى، وتشمل الأعراض الأولية للمرض الحمى والقيء، ويتبعها تكوين تقرحات على مستوى الفم وطفح جلدي، على مدى عدد من الأيام يتحول الطفح الجلدي إلى بثور مملوءة بالسوائل، ثم تنتشر البثور على مستوى الجسم، وتكون قشرة على البثور ما تلبث أن تسقط مخلفةً ندبة في مكانها، ينتشر المرض بسبب العدوى بين الناس أو عن طريق الأشياء الملوثة.
يُنقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
وتعتبر علاقة البشر بالقرود، علاقة وثيقة، وصلت إلى تفسير بعض العلماء إلى أن الإنسان أصله قرد تطور ووصل إلى هيئته الحالية، وأثبتت دراسات الحمض النووي الريبوزي للبشر والقردة العليا أن الكائنات الحية الأكثر شبهاً بالإنسان هي الشمبانزي والغوريلا، ومع ذلك لا يُعتقد أن البشر قد انحدروا مباشرة من القرود، وإنما يُعتقد وفق نظرية التطور أنهم يشتركون في السلف.
أظهرت الدرسات الحديثة أن الإنسان يشترك مع الشمبانزي بنحو 95% من الحمض النووي، ومع ذلك لا زالت هناك الكثير من الأمور المختلفة بين البشر والقردة والتي تتمثل بقدرة الإنسان على التكلم، والمشي منتصب القامة، وامتلاكه لدماغ أكبر وأكثر تعقيداً، والأهم من ذلك كله هو الذكاء الذي يعتبر الميزة التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية.
وهناك العديد من الكتب والدراسات التي تناولت تلك العلاقة وحللت النظريات القائلة بإن الإنسان أصله قرد، ومنها:
القرد العارى
كتاب من تأليف ديزموند موريس، وهو عبارة عن دراسة في التطور العضوي والاجتماعي والجنسي للإنسان ، ينطلق نقد موريس للدراسات الإنثروبولوجية حول القرد العاري "وهو الإنسان، وسنفسر هذه التسمية" يقوم بها القرد العاري على نفسه أو على "نفسه البسيط" كما يرى، عندما يقوم علماء النفس أو علماء الإنسان بمحاولة تفسير تصرفات القرد العاري، فهم عادة ما يلجأون لدراسة القبائل البدائية التي تقوم بنفس التصرفات وقياس تصرفاتنا عليهم بحيث يمكننا أن نفهم لما ظهر هذا السلوك عندهم، وما كانت فائدته، وبالتالي نُفسر لما استمر عندنا.
يرى موريس أن هذه المجتمعات البدائية التي يراها علماء الإنسان "القرود العارية" مجتمعاتٍ بدائية، هي ليست بدائية بالضرورة، فهي لم تظهر إلا عن قريب منذ آلاف السنين أي بعد تعقد الوظائف الإنسانية، فإنه من الخطأ أن نعتبرهم “لُب الإنسانية” الذي نُفسر من خلاله تصرفات القرد العاري.
أصل الأنواع
يعتبر أحد الأعمال المؤثرة في العلم الحديث وأحد ركائز علم الأحياء التطوري. وعنوان الكتاب الكامل: «في أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة» يقدم فيه داروين نظريته القائلة إن الكائنات تتطور على مر الأجيال، وفي الطبعة السادسة من الكتاب لعام 1872م.
وتحول الكتاب من مغامرة علمية إلى كتاب مثير للجدل له طابع شعبي تم اختزاله في الفكرة الشائعة "الإنسان أصله قرد"، في القسم الأول من الكتاب، ناقش داروين الاعتراضات التي يمكن أن تثور ضد نظريته، وخصص بقية الفصول للحديث عن الجيولوجيا والتوزيع الجغرافي للنباتات والحيوانات والحقائق ذات الصلة بعلم الأجنّة.
وبعد سنوات من البحث ظهرت الداروينية، أو النظرية التي تشرح التطور البيولوجي، وتنصُّ على أنَّ "جميع أنواع الكائنات الحية تنشأ وتتطور من خلال عملية الانتقاء الطبيعي للطفرات الموروثة التي تزيد من قدرة الفرد على المنافسة والبقاء على قيد الحياة والتكاثر".