تمر اليوم الذكرى الـ 524 على وصول البحار البرتغالى فاسكو دا جاما إلى الهند مكتشفًا بذلك طريقًا بحريًا يمكن من التبادل المباشر بين أوروبا وآسيا، يعرف باسم طريق رأس الرجاء الصالح، بدوران حول أفريقيا، ليكون بديلا لطريق الحرير، وذلك فى 27 مايو عام 1498م.
وطبقاً للمؤرخ البرتغالي جواو دي باروس، فلقد تأثر دي جاما بمعرفة ابن ماجد الواسعة بالملاحة، كما يذكر باروس اسمه باسم Malemo، وهي مأخوذة من كلمة "المعلم"، لذا فقد اشتهر ابن ماجد عند البرتغاليين والأوربيين باسم المُعلِّم.
وجدير بالذكر، أن قصة مساعدة ابن ماجد وتوجيهه لأسطول فاسكو دي جاما إلى الهند سجلت في العديد من المصادر والكتب العثمانية والبرتغالية والعربية، إلا أن كتاب النهروالي "البرق اليماني في الفتح العثماني" كان من أول المصادر التي كتبت عن تلك القصة إذ كتبت بعد وفاة ابن ماجد بحوالي خمسين عاماً فقط.
وقد ظهر فيما بعد ذكر الحادث من قبل أحد أعضاء طاقم فاسكو دي جاما في مذكراته بعنوان Roteiro da viagem de Vasco de Gama وترجمتها "خارطة طريق رحلة فاسكو دي جاما"، والتي نُشرت في لشبونة عام 1861، وكذلك كتب أحد المؤرخين الروس، ويدعى T. A. Shumovsky، أن ابن ماجد كان "المعلم" الذي قاد فاسكو دي جاما إلى الهند.
شوقاد أول رحلة استكشاف من أوروبا إلى الهند حول أفريقيا، ولم يذكر في التاريخ كثيرًا حول الطريقة التي تم فيها اختيار دا جاما ليكون المستكشف الذي ستقع على عاتقه مهمة استكشاف الهند في عام 1497، وفي نفس العام جهز فريقا من 4 زوارق بحرية بما في ذلك سفينته الرئيسية ذات 200 الطن سانت جابرييل ليجدوا طريقًا إلى الشرق والهند.
وبعد عدة أشهر من الإبحار استطاع الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح وبدأ الصعود شرق ساحل أفريقيا ليصل إلى مياه المحيط الهندي المجهولة، وكانت رحلة العودة متعبة وتوفي عدد من طاقمه بمرض الاسقربوط، وقام بحرق إحدى سفنه لتأمين المؤن.
ولم تصل أول سفينة إلى البرتغال إلا بعد عام من انطلاقها من الهند، ولم تكن هذه الرحلة الوحيدة التي قام بها دا جاما إلى الهند ففي عام 1502 قاد 20 سفينة مع عمه وابن أخيه إلى الهند حيث طلب منه الملك تعزيز السيطرة البرتغالية في المنطقة.